للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والألمانية والبولندية وسيداتها، قرابة قرن من الزمان، يتخذون أسماء «لاستريه» ويلعبون أدوارها، وكرس نصف النثر المكتوب في فرنسا نفسه للرومانس.

أما النصف الآخر فاشتمل على بعض النثر الجدير بالذكر. فكانت «رسائل» جان لوي جي دبالزاك (١٦١٤ وما بعدها) في حقيقتها مقالات، قصد بها أن تعجب «المتحذلقات»، وشاركت فوجيلا وماليرب في تنقية اللغة، وساعدت على إعطاء النثر الفرنسي شكل العصر الكلاسيكي ومنطقه … أما بيير دبوردبي دبرانتوم، الذي عاش حياة مرحة في الجيش والبلاط، فقد ترك عند موته (١٦١٤) حزمة من المذكرات تفصل في ذوق غراميات النساء الفرنسيات، وفضائل كاترين مديتشي، وجمال ماري ستيورات، وظرف مارجريت فالوا، ومن المؤسف أن أروع قصصه لا يمكن التحقق من صحة نسبتها إليه. وكان يرى «أنه لا يحسن بالمرء أن يشيخ وهو في ذات الجحر، وما من إنسان شجاع فعل هذا قط، وعلى المرء أن يغامر بجرأة في جميع النواحي، في الحب كما في الحرب». وفي لحظة أكثر حكمة اعترف بأن «أعظم ما ينعم الله به علينا في زواجنا هو الذرية الصالحة لا التسري» … وأما جاك أوجست دتو، القاضي ومستشار الدولة أيام صديقه هنري الرابع فقد ساعد في صياغة مرسوم نانت والمفاوضة على إصداره، وكرس نصف حياته لكتابة «تاريخ عصره» (١٦٠٤ - ٨)، وهو كتاب يتميز بعمق الدرس، وبالحياد والشجاعة في دمغ مذبحة القديس برتلميو لأنها «تفجر للجنون لا نظير له في تاريخ أي أمة» … وألف الدوق صلى، في شيخوخته وبمساعدة سكرتيره، كتابه المشهور «مذكرات عن الاقتصاديات الداخلية والسياسية والحربية، الحكيمة، الملكية، لهنري الأكبر، الذي أهداه «إلى فرنسا»، وإلى جميع الجنود الطيبين، وإلى جميع الشعب الفرنسي». وفي آخر سني لويس الثالث عشر بدأت جماعة من اليسوعيين الفلمنكيين يتزعمهم جان دبولان نشر كتاب «اكتا سانكتورم»