الظاهر معنى الترضية (٦ مايو ١٥٦٦)، وعبر عن أمله في إمكان قمع الهرطقة دون إراقة مزيد من الدماء، ووعد بزيارة الأراضي الوطيئة في موعد قريب وأرسل إليه مجلس الدولة فلورنت مونمورنس، والبارون مونتيني، ومركيز برجون، لتعزيز رجاء مرجريت. فاستقبلهم فيليب استقبالاً حسناً. وفي ٣١ يولية كتب إليها بموافقته على إلغاء محاكم التفتيش الأسقفية في الأراضي الوطيئة، وبأنه يصدر عفواً عاماً عمن توصي هي بالعفو عنهم.
وانتهز الكلفنيون واللوثريون وأنصار تجديد العماد في الأراضي الوطيئة فرصة هذا الهدوء في العاصفة ليجهروا بعبادتهم، وعاد اللاجئون البروتستانت أفواجاً من إنجلترا وألمانيا وسويسرا، وقام الوعاظ من مختلف الطبقات-الرهبان السابقون، علماء اللاهوت، صانعو القبعات، ممشطو شعر الخيل، دباغو الجلود-يخطبون في الجموع الغفيرة من النساء والرجال، وكثير منهم مسلحون، وكلهم يرتلون المزامير ويهتفون "فليحي المتسولون". وبالقرب من ثورني، ألقى أمبروزويل الذي كان قد درس مع كلفن-ألقى موعظة في ستة آلاف شخص (٢٨ يونيه ١٥٦٦)، وبعد ذلك بيومين وفي نفس المكان، خطب قسيس آخر في عشرة آلاف، وبعد أسبوع واحد استمع لموعظته عشرون ألفا (١٦). وبدا أن نصف سكان الفلاندرز أصبحوا بروتستانت. وكادت الكنائس والمدن أن تخلو من الناس في أيام الآحاد لأنهم هرعوا إلى جماعات البروتستانت. وإذا سمع الناس في مقاطعة هولندا بأن بيتر جبرييل الخطيب المفوه سوف يلقي موعظة في أوفرين بالقرب من هارلم، وهرع آلاف البروتستانت إليه، وهزوا أجواء الفضاء في الحقول بمزاميرهم. وبلغت جموع البروتستانت بالقرب من أنتورب خمسة عشر ألفاً، وقال بعضهم ثلاثين ألفاً، وكان كل الرجال مسلحين تقريباً. وأمرت مرجريت حكام أنتورب بمنع هذه التجمعات لأنها خطر على البلاد، فأجابوا بأن قواتهم المسلحة غير كافية ولا يعتمد عليها، ولم يكن تحت تصرف مرجريت نفسها قوات منذ رحيل الحاميات الأسبانية ح. وبلغ الاضطراب في أنتورب حداً