للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تزوج جون من سيدة بروتستانتية ردته ثانية إلى المذهب اللوثري، في الليل أكثر منها في النهار.

وفي أغسطس انتخب ابنه الكاثوليكي لعرش بولندة تحت اسم سجسمند الثالث. ووفقا لقانون كالمر اتفق الوالد والولد على أنه بعد وفاة جون يصبح سجسمند ملكاً على بولندة والسويد معاً. ولكن سجسمند آل على نفسه أن يحترم استقلال السويد السياسي والمذهب البروتستانتي. وعند وفاة جون (١٥٩٢) انعقد مجلس الديت تحت رياسة أخيه الدوق شارل في مدينة أبسالا (٢٥ فبراير ١٥٩٣) وكان يضم ٣٠٠ من رجال الدين و٣٠٠ من العلمانيين-النبلاء وممثلو المدن وعمال المناجم والفلاحين، واتخذ مذهب أوجزبرج اللوثري ١٥٤٠ مذهباً رسمياً للكنيسة والدولة في السويد. وأعلن هذا المجتمع التاريخي (مجمع أبسالا) أن الأمة لن تتقبل غير اللوثرية ولن تتسامح مع غيرها، وألا يعين في المناصب الكنسية أو السياسية إلا اللوثريون الأقداح وألا يتوج سجسمند في السويد إلا بعد قبوله لهذه المبادئ. وفي الوقت نفسه اعترفوا بالدوق شارل نائباً للملك عند غيابه عن العرش.

ولكن سجسمند الذي تلقى تعليمه على أيدي الجزويت، كان يحلم بضم السويد وروسيا إلى حضير الكثلكة. ولما وطأت قدماه أرض ستوكهلم (سبتمبر ١٥٩٣) وجد كل الزعماء السويديين تقريباً مجمعين على طلب أوثق ضمان لامتثاله لإعلان أبسالا. وظل خمسة أشهر يبحث عن حل وسط، ولكن الزعماء بقوا على عنادهم، وجمع الدوق شارل جيشاً. وأخيراً أعطى سجسمند التعهد المطلوب، وتوجه أسقف لوثري في أبسالا (فبراير ١٥٩٤). ولكن سرعان ما أصدر سجسمند بياناً احتج فيه بأنه أكره على هذا التعهد تحت الضغط والتهديد، وعين ستة من كبار الموظفين لحماية الكاثوليك الباقين في السويد، وفي أغسطس عاد أدراجه إلى بولندة.

وأعد الدوق شارل وأنجر مانوس رئيس أساقفة أبسالا العدة لتنفيذ