أكثر شيوعاً في المظهر منها في الحديث. وكانت الحمامات-منتشرة، وكانت أحياناً مزخرفة بشكل جميل. ولكن كثر هناك الابتذال والفحش. وقال عنهم تافرنييه "أنهم مخادعون مراءون كبار". ويقول شاردن أنهم اعتادوا كثيراً على الغش، ولكنه يضيف أنهم ألطف الناس في الدنيا، متسامحون كرام، أساليبهم جذابة غاية الجاذبية، وطباعهم لينة غاية اللين، وحديثهم ناعم غاية النعومة … وهم في مجموعهم أكثر الشعوب تمدناً في الشرق وكانوا مولعين بالموسيقى وكان شعراؤهم، في العادة يغنون-القصائد التي ينظمونها.
ويمكن أن نحكم على تفوق الشعراء الفارسيين من مبلغ شعبيتهم وحظوتهم في بلاط المغول في دلهي، ولكن لم يتهيأ لأحد منهم في تلك الحقبة مترجم مثل فنز جرالد لينقل إلى أسماع الغرب قصيدهم. وإنا لنعلم أن (عرفي الشيرازي) كان على رأس الشعراء في القرن السادس عشر. وكان يرى أنه أعلى مكانة من (سعدي) على الأقل، ولكن من منا، نحن المحليين في تفكيرنا واهتماماتنا سمع عنه؟. وكان شعره أحب إلى الناس من شخصه، كما نستلخص من (الأصدقاء) الذين جاءوا ليستمتعوا بعلته القتالة.
لقد انحطت قواي إلى هذا الحد، ووقف أصدقائي الفصحاء كالمنابر حول فراشي ووسادتي. واحد منهم يداعب لحيته بيده، وينصب رقبته ويقول. (وا أبتاه)، لمن دامت الدنيا؟ (سبحان من له الدوام).
جدير بالإنسان ألا يتعلق قلبه بالمراتب الزائفة والثروة الزائلة. أين إمبراطور جامشيد وأين الإسكندر؟.
ثم يأتي آخر، ويمسح بأكمامه عينيه المبللتين بالدموع، ويقول في صوت رقيق ولفظ حزين:"أيتها الحياة كلنا يسير على هذا الطريق لنرحل عن هذه الدنيا. كلنا مسافرون نعبر عليه، ويمضي بنا الزمن".