منهم سبعة وعشرون. ولمدة عشر سنين ظلت اثنتي عشرة جمجمة تطل متجهمة غاضبة من برج جسر شارل على نهر ملدو (٦٤) وحرمت الهجرة على كل العصاة والمتمردين، وصودرت أملاكهم-لجانب الملك فرديناد الذي باعها بيع السلعة للكاثوليك، وقامت طبقة نبلاء كاثوليك جديدة على أكتاف رقيق الأرض. وكادت الطبقات الوسطى والتجارية أن تختفي.
وعلى حين كان مكسيمليان أمير بافاريا يقهر الكلفنية في بوهيميا على هذا النحو، فإن سبينولا أثناء الهدنة في الأرض الوطيئة، قاد قوة كبيرة من الفلاندرز للاستيلاء على البلاتينات، وأعد بعض صغار الأمراء البروتستانت قوة لمقاومته وأنظم فردريك إليهم، تاركاً زوجته في لاهاي. فلما أستدعى سبينولا إلى الأرض الوطيئة عند تجدد الحرب بين هولندة وأسبانيا، حل محله تلي، وهزم البروتستانت (١٦٢٢) وأستولى على هيد لبرج، وأعمل فيها السلب والنهب وشحنت مكتبة الجامعة العظيمة في خمسين عربة ونقلت إلى روما هدية من مكسيمليان البافاري إلى البابا جريجوري الخامس عشر. ولما عاد مكسيمليان منتصراً منح البلاتينات ميزتها الانتخابية، لقاء ما أدى للإمبراطور من خدمات. وأصبح للولايات الكاثوليكية الآن الأغلبية في مجلس الديت الناخب.
أن مدى النصر الكاثوليكي وكماله وشموله أقلق بال الملوك الكاثوليك والبروتستانت على حد سواء. فإن تزايد هيبة فرديناند الثاني وسلطانه كان يهدد "حريات" الأمراء الألمان، كما أن مكسيمليان قلق حين وجد أنه قد سمح له بالاستيلاء على البلاتينات وبافار مع بقاء تبعيتهما للإمبراطور. وتعاطف البابا أريان الثامن مع وجهة النظر الفرنسية القائلة بأن آل هبسبرج أصبحوا من القوة بحيث باتوا خطراُ على حرية البابوية وأغضى عما عمد إليه ريشليو من فرض ضرائب على الكاثوليك في فرنسا لمساعدة الألمان البروتستانت وعن مساعدته بعد ذلك لملك سويدي ضد إمبراطور كاثوليكي. وفي ١٦٢٤ حول الكاردينال المدهش المنظر السياسي فجأة،