للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البروتستانتية يقاتل السويد البروتستانتية في ألمانيا الشمالية حيث كان بانير وتورستنسون يناضلان، بعبقرية عسكرية جديرة بجوستاف، من أجل الاستيلاء على بعض مواقع قارية من أجل أمن السويد.

وفي الغرب وقف برنارد بشجاعة في وجه القوات الإمبراطورية المتزايدة وفي ١٦٢٨ أمدته فرنسا بالأموال، وأفضل منها بألفي جندي بقيادة تورن الذي صعد نجمه آنذاك كقائد. وشن برنارد، بعد أن وصلته الإمدادات على هذا النحو، حملة جديرة بأن تسجلها حوليات الحرب، من أجل التشبث بالهدف ودقة الاستراتيجية، وهزم الإمبراطوريين في ويتنوير. وأجبر قلعة بريساخ العظيمة على الاستسلام، وأنهكت قواه وهو في الرابعة والثلاثين فقضى نحبه (١٦٣٩) وذهب جيشه وفتوحاته، بما فيها اللورين. إلى فرنسا.

وفارق الإمبراطور العجوز الحياة، وخلا من المسرح ١٦٣٧. وورث فرديناند الثالث إمبراطورية تعاني فقراً وحرماناً لا سبيل للخروج منهما، يكاد أن يكون من المستحيل معهما الإنفاق على جيوش تقف في وجه ريشليو الذي مازال قادراً على ابتزاز الفرنكات من فرنسا المعدمة. وفي ١٦٤٢ وصل تورستنسون بجيش السويد إلى مسافة ٢٥ ميلاً من فيينا، وأحرز نصراً مبيناً في معركة برتينفيلد الثانية، حيث فقد الإمبراطوريون نحو ١٠ آلاف رجل، مما حدا بالأرشيدوق المنهزم ليوبولد وليم، أخي الإمبراطور الشاب إلى محاكمة ضباطه أمام مجلس عسكري، بتهمة الجبن والخور، وقطع رؤوس ذوي الرتب الكبيرة، وشنق من هم أقل منهم رتبة، وأطلق الرصاص على عشر الباقين على قيد الحياة من سائر الرتب (٧٤).

وبدا الآن أن كل عام يأتي بضربات جديدة تنصب على رأس الإمبراطور الجديد. ففي ١٦٤٣ تحطمت أسبانيا بانتصار دوق انجين في ركروا. وفي ١٦٤٤ غزا أنجين وتورن أراضي الراين حتى شمال ماينز، وفي ١٦٤٥ تقدم تورستنسون حتى صار على أبواب فيينا تقريباً، وانتصر الفرنسيون في معركة دامية عند الليرهيم، واجتاح جيش سويدي بقيادة كونت هانس كريستوف