خفيفة. وكان التعذيب عادة هو طريق الوصول إلى الإقرار المرغوب فيه. وكانت الاعترافات غير الموثوقة التي لا يعتد بها. هي التي تحير القضاة أحياناً.
وكان الاضطهاد في أسبانيا أقل قساوة. ففي مقاطعة لجرونو وجهت محكمة التفتيش الاتهام إلى ٥٣ شخصاً من المشتغلين بالسحر، وأعدمت منهم ١١ شخصاً (١٦١٠) ورفضت الاتهامات الأخرى عادة لأنها وهمية أو انتقامية. وكان الحكم بإعدام السحرة نادراً. وفي ١٦١٤ أصدرت رياسة محكمة التفتيش إلى ضباطها تعليمات بأن ينظروا إلى اعترافات السحرة على أنها تضليلات جنونية أو عصبية، وأن يستعملوا الرأفة في العقوبة (١٤).
واجتاحت جنوبي شرقي فرنسا في ١٦٠٩ موجة عاتية من الذعر من السحرة، وأعتقد مئات من الناس أن الشياطين حلت فيهم. وظن بعضهم أنهم تحولوا إلى كلاب وأخذوا في النباح وعينت لجنة من البرلمان بوردو لمحاكمة المشتبه فيهم وابتدعت طريقة لاكتشاف المواضيع التي دخلت منها الشياطين إلى جسم المتهم، ذلك بعصب عينيه وغرز الإبر في لحمه، وأي مكان لا يحس فيه بوخز الإبر، كان هو المكان الذي دخل منه الشيطان. وطمعا في العفو عنهم اتهم المشتبه فيهم بعضهم بعضاً. فحوكم منهم ثمانية وهرب خمسة، وأحرق ثلاثة. وأقسم جمهور النظارة فيما بعد أنهم شاهدوا العفاريت على هيئة ضفادع تخرج من رؤوس الضحايا (١٥). وفي اللورين أحرق ٨٠٠ شخص بتهمة السحر على مدى ١٦ عاماً. وأحرق في ستراسبورج ١٣٤ شخصاً في أربعة أيام (أكتوبر ١٥٨٢)(١٦). وفي لوسرن الكاثوليكية، أعدم ٦٢ شخصاً فيما بين ١٥٦٢ - ١٥٧٢. وفي برن البروتستانتية أعدم ٣٠٠ في السنوات العشر الأخيرة من القرن السادس عشر، و٢٤٠ في العقد الأول من القرن السابع عشر (١٧).