بها الملوك عليها من خزانتها هي. إنها تملك كل ما بين الأرض والسماء، ولكنها لا تعرف ذلك. وإذا هب إنسان لينطق بهذه الحقيقة لقتلته دون أن تغفر له ذنبه (٤١).
وأهم إنتاج لكمبانللا في سنوات الشقاء هذه "مدينة الشمس" التي تخيلها قائمة على جبل سيلان، وكل موظفيها صفوة مختارة-وهم قابلون للعزل-عن طريق جمعية وطنية تضم كل من بلغ العشرين من سكان المدينة، وهؤلاء الموظفون المختارون على هذا الأساس، يختارون بدورهم رئيس الحكومة، وهو كاهن يسمونه "هوه Hoh" يفصل هو ومعاونوه في كل المسائل دنيوية أو دينية. ويشرفون كذلك على زواج الجنسين، ليستوثقوا من أن النساء والرجال يتصلون بعضهم ببعض لينجبوا أحسن الذرية. إنهم حقاً يسخرون منا حين نبدي اهتماماً شديداً بنتاج الخيل والكلاب، ونهمل نسل الإنسان (٤١) ومن ثم ليس هنا مكان للعاهات والتشوهات. والنساء في مدينة الشمس هذه شركة بين الرجال على الشيوع في انضباط صارم، يقتضيهن القيام بتمرينات شاقة، توفر لهن بشرة صافية ومظهراً عاماً طيباً .. فإذا صبغت امرأة وجهها بالمساحيق، أو استخدمت أحذية عالية الكعبين .. كانت عقوبتها الإعدام (٤٣) ويدرب الجنسان كلاهما على الحرب، ويكون جزاء من يهرب من ميدان القتال عند الإمساك به في عرين للأسود والدببة ليلقى حتفه (٤٤). وكل فرد مكلف بالعمل. ولكن لمدة أربع ساعات فقط، يومياً (وينشأ الأطفال تنشئة مشتركة، ويعدون إعداداً نفسياً لاقتسام السلع وفق أسس شيوعية، أما ديانة هؤلاء الناس فهي عبادة الشمس بوصفها "وجه الإله وصورته الحية" "إنهم يؤكدون أن الأرض بأسرها سوف تعيش في التئام تام مع عاداتهم وأعرافهم (٤٥) ".
وهذا البيان الشيوعي، الذي يردد صدى أفلاطون. كتبه كمبانللا في السجن حوالي ١٦٠٢، ونشر في فرانكفورت آم مين في ١٦٢٢. وبما كان