بغوا … فإنه يمكن قتلهم، لا حقاً وعدلاً فحسب، بل أن قتلهم يكون كذلك مدعاة للثناء والفخر (٥٧).
وأعاد ماريانا إلى ذاكرة قرائه حوادث قتل الطغاة في التاريخ- هارموديوس وأرستوجيتون اللذين قتلا الطاغية همبارخوس (أثينا- القرن السادس ق. م)، وبرونوس الذي أخرج الطاغية تاركينوس من روما. وأشار إلى أن أثينا وروما، بل أن في الواقع كل أوربا المثقفةأوربا النثقفة خلدت ذكرهم. ولكنأةورباأوربا خلدت ذكرهم. ولكن ماريانا كشف عن تحيزه، برضائه إلى حد ما عن ذبح هنري الثالث بيد كليمنت منذ عهد قريب (١٥٨٩):
إن هنري الثالث ملك فرنسا خر صريعاً بطعنة من أحد الرهبان بسكين مسمومة في أحشائه. إن هذا منظر كريه .... إن جاك كليمنت دري اللاهوت في كلية الدومينكان التابعة لطائفته. وأبلغه رجال اللاهوت الذين استشارهم، أن قتل الطاغية عمل مشروع. أن موت كليمنت شرف خالد لفرنسا، كما بدا لكثير من الناس، فقد اعتبر الكثيرون أنه مات وهو جدير بالخلود، على حين أن آخرين من ذوي الحكمة البالغة والثقافة العالية استنكروا عمل ووجهوا إليه اللوم (٥٨).
وقد نذكر أن هنري الثالث كان يناهض العصبة الكاثوليكية، وأنه أمر أعوانه بقتل هنري دوق جيز، زعيم العصبة. وكان فيليب الثاني ملك أسبانيا يؤيد العصبة، وقد أمدها ببعض المال، كما وافق على قتل إليزابث الأولى ملكة إنجلترا، ووليم أورانج. ولم يكن لدى فيليب الثالث إي اعتراض على قتل أي عدو لأسبانيا.
وفي ١٥٩٩ أمر كلوديو أكوافيفا رئيس "مجمع يسوع"، بتصحيح كتاب ماريانا "الملك". ولما قتل هنري الرابع بيد رافاياك (٢٤ مايو ١٦١٠) أعلن