من زعماء البرلمان. بيد أن بروسيل العجوز كان قد أكتسب محبة الناس بهذا الشعار الذي أذاعه:"لا ضرائب" فاحتشد جمهور من الغوغاء أمام الباليه-رويال وتعالى صياحهم بطلب الإفراج عنه. وقد أطلق عليهم اسم الرماة Frondeurs لما كان يحمل الكثيرون منهم من مقاليع أو مراجيم، كما أطلق اسم "الفروند" على هذا التمرد. على أن جان فرانسوا بول دجوندي-الملقب درتز فيما بعد-مساعد رئيس أساقفة باريس وخليفته المنتظر، نصح الملكة بالإفراج عن بروسيل. فلما أبت انسحب غاضباً، وعاون على استعداء الشعب على الحكومة، وكان خلال ذلك يستخدم نفوذه خفية في محاولة للظفر بقبعة الكردينالية، ويعاشر ثلاث خليلات.
وفي ٢٧ أغسطس اتخذ أعضاء البرلمان وعددهم ١٦٠ طريقهم إلى القصر الملكي مخترقين الحشود والمتاريس، تشد أزرهم هتافات تصيح "يحيى الملك! إلى الموت يا مازاران! " ورأى الوزير الحذر أن اللحظة تتطلب الحكمة لا الشجاعة، فنصح الملكة بأن تأمر بالإفراج عن بروسيل، فوافقت، ثم إذ أخفضها هذا النزول على رغبة الجماهير اعتكفت هي والملك الصبي في ضاحية روبل وأجاب مازاران البرلمان إلى مطالبه مؤقتاً، ولكنه طاوله في تنفيذها. وظلت المتاريس في الشوارع. فلما غامرت الملكة بالعودة إلى باريس صاحت الجماهير بها صيحات الازدراء، وسمعت بأذنيها تندرها بعلاقتها بمازاران. ثم عاودت الهروب من المدينة في ٦ يناير ١٦٤٩، مصطحبة في هذه المرة الأسرة المالكة والبلاط إلى سان جرمان، حيث توسد الحرير القش، ورهنت الملكة جواهرها لتشتري الطعام. أما الملك الصغير فلم يغتفر قط لهذا الحشد فعلته، ولم يحب عاصمة ملكه قط.
وفي ٨ يناير أصدر البرلمان في أوج تمرده مرسوماً طرد به مازاران من حماية القانون واستعدى عليه كل الفرنسيين الصالحين ليطاردوه ويقبضوا عليه باعتباره مجرماً. وقضى مرسوم آخر بالاستيلاء على كل الأموال