إلى الكتفين أو ما تحتهما، وتجعل كل الرجال يبدون سواسية إلا لضجعائهم. أما اللحى فحلقت، وأما الشوارب فاحتفل بها، ومدت القفازات إلى ما فوق الرسغ وزينت، وارتدى الجنسان فراء اليدين في الجو البارد. واستعيض عن طوق الرقبة المكشكش العالي بلفاع حريري يعقد هيناً حول العنق. وأخذ يحل محل الصدرة ثوب طويل مزخرف، وزين الفخذان بسراويل "كيلوت" تمتد إلى الركبتين وتقفل بمشابك أو تعقد بأشرطة عندها، ثم تغطى هذه الثياب- إلا من أمام- بسترة ملتفة تنتهي أكمامها بأساور واسعة تحف بها حاشية من الدنتللا. واختص القانون النبلاء بتحلية ثيابهم بوشي من الذهب أو بالأحجار الكريمة، ولكن ذوي اليسار من أي طبقة تجاهلوا هذا القانون. أما الجوارب الطويلة فكانت عادة من الحرير، وكان الذكور يلبسون الأحذية الطويلة الرقبة حتى لحفلات الرقص.
أما النساء المهذبات فكانت ثيابهن فضفاضة منسدلة تتفق وفضائلهن. وكانت صدراتهن ذات أربطة ولكن من أمام كما ناشدهن بانورج في كتاب رابليه، فكانت النهود البارزة تثب للعيون البصاصة. وأما التنورة المطوقة الأكمام المنفوخة فولت مع ريشليو. وحفلت الأرواب بالتطريز والألوان المشرقة، وكست الأحذية العالية المبهجة الأقدام المتعبة، وربط الشعر بالأشرطة، ورصع، وعطر، وجعد، في تأنق … وظهرت أولى مجلات الأزياء في ١٦٧٢.
أما آداب السلوك فكان طابعها الجلال والفخامة، وأن بقيت جلافات كثيرة تحت أبهة القبعة المرفوعة للتحية والثوب الجرار. فكان الرجال يبصقون على أرض الحجرة، ويبولون على سلم اللوفر (٧٣). وقد ينقلب المزاح وحشياً أو بذيئاً. ولكن الحديث كان رشيقاً مهذباً، ولو دار حول الفسيولوجيا والجنس. وكان الرجال يأخذون عن النساء آداب السلوك