إلى البلاط إلا نادراً لانحيازهن إلى قضية الفروند، ولكن بقي منهن عدد يكفي لإبهاج ملك بالغ الحساسية لمفاتن المرأة. وتبدو المرأة في اللوحات التي وصلت إلينا من هذا العصر على شيء من البدانة، يبرز لحمها من صدرها، ولكن من الواضح أن الرجال كان يعجبهم دفء الشحم واللحم فيمن يعشقون من النساء.
أما أخلاقيات البلاط فكانت الزنا المحتشم، والإسراف في اللباس والقمار، والدسائس العنيفة جرياً وراء الصيت والمنصب، وهذا كله يخطو على إيقاع من السلوك الخارجي الدمث، والآداب الرشيقة، والمرح الإلزامي. وضرب الملك المثل في بدعة اللباس الغالي، لا سيما في استقبالات السفراء، فنراه وهو يستقبل مبعوثي سيام يرتدي عباءة موشاة بالذهب ومرصعة الأطراف بالماس، بلغت تكاليفها ١٢. ٥٠٠. ٠٠٠ جنيه فرنسي (٩٢)، ومثل هذا المظهر كان جزءاً من سيكلوجية الحكم. وأفنى الأشراف ونساؤهم نصف دخل ضياعهم في الثياب والخدم والأثاث، وكان على أقلهم شأناً أن يستخدم أحد عشر خادماً ومركبتين، أما الأثرياء فكان لهم من الأتباع خمسة وسبعون في بيوتهم، ومن الخيل أربعون في مرابطهم (٩٣). وفقد الزنا سحره بعد أن لم يعد محظوراً، فغدا لعب الورق للمقامرة أهم ضروب الترفيه في البلاط. وهنا أيضاً كان لويس القدوة لحاشيته، فقامر بمبالغ كبيرة، تستحثه إلى ذلك خليلته مونتسبان، التي خسرت وكسبت أربعة ملايين من الفرنكات في لعب ليلة واحدة (٩٤). وسرى هذا الهوس من البلاط إلى الشعب. كتب لابرويير يقول:"إن الألوف يخربون بيوتهم بالقمار، وهو لعبة رهيبة … ينوي لاعبها القضاء المبرم على غريمه، وينتشي بشهوة الكسب (٩٥) ".
وقد أفضى التنافس على الحظوة عند الملك، أو على وظيفة مجزية، أو على مكان في الفراش الملكي، إلى جو من الشبهات، والافتراءات، وتبادل الخصومات الحادة. قال لويس "في كل مرة أعين إنساناً في وظيفة