للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدمها الملك إلى الملكة، وولدت له عدة أطفال، مات اثنان منهم في تاريخ مبكر، أما الطفلان الثالث والرابع، اللذان تقررت شرعيتهما بمرسوم ملكي، فقد أصبحا الكونت دفيرماندوا، والمدموازيل دبلوا الرائعة الجمال. وخلال أزمات الولادة هذه كانت ترى وجوهاً أجمل من وجهها تجتذب الملك، ولم تحل سنة ١٦٦٧ حتى تعلق قلبه بمدام دمونتسبان، وبدأت لويز تفكر في التفكير عن آثامها بقضاء ما بقي من عمرها في دير للراهبات.

وآنس لويس هذا الميل فيها، فبذل لها الكثير من علامات حبه الباقي، وفكر في الحفاظ عليها في دنياه بخلع لقب الدوقية عليها، ولكنه بين اشتغاله بحب مونتسبان، واستغراقه في الحرب، قل شيئاً فشيئاً ما منحها من وقته، أم هي فلم تأبه في البلاط بإنسان غيره. وفي ١٦٧١ تخلت عن ثروتها، وارتدت أبسط ما وجدت من ثياب، وتسللت من القصر صباح يوم من أيام الشتاء، وهربت إلى دير القديسة ماري-د-شايو-، وأرسل لويس من يبحث عنها مؤكداً حبه وعذابه، وإذ كانت لا تزال عذراء غريرة بعقلها، فقد ارتضت أن تعود إلى البلاط. وظلت هناك ثلاث سنين أخرى، ممزقة بين حبها للملك وشوقها للتطهير والسلام الدينيين، وكانت تمارس في القصر تقشف الحياة الديرية، وأخيراً أقنعت الملك بأن يفرج عنها، ودخلت ديراً للراهبات الكرمليات الحافيات في شارع دانفير (١٦٧٤)، وتسمت الأخت لويز دلا ميزيريكورد، وعاشت هناك في توبة الزهاد ما بقي لها من عمر طوال ستة وثلاثين عاماً، قالت: "إن نفسي شديدة القناعة، بالغة السكينة؛ لأني أعبد جود الإله" (١٠٩).

أما خليفتها في الحظوة لدى الملك فلا تظفر من الناس بمثل هذا الغفران العام. فقد قدمت فرنسواز أتينايس روسشوار البلاط في ١٦٦١، وخدمت الملكة وصيفة شرف، وتزوجت المركيز دمونتسيان (١٦٦٣). ويزعم