للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتعلمت أن تحبهم، وكانوا يرون فيها أماً لهم؛ أما الملك الذي ضحك منها أول الأمر لفرط احتشامها، فقد انتهى إلى الإعجاب بها، وأثر فيه ما بدا من حزنها حين مات أحد الأطفال رغم حدبه المتصل عليه. وقال إنها تعرف كيف تحب، وإنها لمتعة أن يكون إنسان موضع حبها (١١٨) ", وفي ١٦٧٣ قررت شرعية الأطفال، ولم يعد فرضاً على مدام سكارون أن تتستر، فقبلت في البلاط وصيفة لمدام دمونتسبان. ووهبها الملك ٢٠٠. ٠٠٠ جنيه دعماً لمركزها الجديد. فاشترت بالمال ضيعة في مانتنون قرب شارتر. ولم تعش فيها قط، ولكن أعطتها لقباً جديداً، وهو المركيزة دمانتنون.

وكانت طفرة عنيفة لمن كانت تشكو الإملاق منذ عهد قريب جداً، ولعلها أدارت رأسها حيناً. وآلت على نفسها أن تنصح مدام دمونتسبان بأن تكف عن حياة الإثم التي تحياها. وساءت النصيحة مونتسبان، وظنت أن مانتنون تكيد لها للحلول محلها، والحق أن لويس كان آنئذ، في ١٦٥٧، قد اخذ يضيق بغضبات مونتسبان، ويجد لذة في التحدث إلى المركيزة الجديدة ولعل الأسقف بوسويه، بالتواطؤ مع الملك، أنذره بأنه سيحرم من تناول قربان القيامة ما لم يطرد محظيته. فأمرها بأن تبرح القصر، ففعلت، وتناول لويس القربان، وتعفف حيناً واستحسنت مدام دمانتنون مسلكه، دون أن يكون لها قصد أناني فيما يبدو (١١٩)، لأنها رحلت بعد قليل مع صبي عليل (من أبناء مونتسبان) هو الدوق دمين تلتمس له الشفاء في حمامات باريج الكبريتية بإقليم البرانس. وانطلق لويس إلى حروبه، ثم عاد وقد اشتد به الجوع، وضرب بإنذار بوسويه عرض الحائط، ودعا منتسبان لتعود إلى جناحها في فرساي. وهناك ارتمى بين ذراعيها المشتاقتين، فحبلت ثانية.

أما مانتنون فقد رحب بها الملك ومحظيته عند عودتها من البرانس مع الدوق الذي شفي مما ألم به، ولكن راعها أن تراه غارقاً في عدة علاقات