مقاتل، والأسبان ٨. ٠٠٠. وما لبث الملك أن دخل شارلروا، وتورنيه، وكورتريه، ودويه، وليل، وكأنه يدخلها في موكب نصر؛ وحصن فوبان المدن المفتوحة، أما لوفوا فقد جهز المؤن في كل خطوة؛ حتى الصحاف الفضية للضباط في معسكراتهم أو خنادقهم. وضمت إلى فرنسا أرتوا، وإينو، وفلاندر الولونيه، واستغاثت أسبانيا بالإمبراطور ليوبولد الأول، فعرض لويس على ليوبولد قسمة الإمبراطورية الأسبانية فيما بينهما، ووافق ليوبولد، فأمسك أي معونة عن أسبانيا. وبلغ من سهولة فتح فلاندر أن لويس هرع للاستيلاء على فرانش-كونتيه أيضاً، وهو الإقليم الواقع حول بزانسون، بين برجندية وسويسرا. وكان ولاية تتبع أسبانيا، ولكنه شوكة في جنب فرنسا. وفي فبراير ١٦٦٨ هبط جيش فرنسي عدته عشرون ألف مقاتل على فرانش-كونتيه بقيادة كونديه، وحالفه النصر في كل مكان، لأن الرشا الفرنسية كانت قد ألانت القواد المحليين. وقاد لويس بنفسه حصار دول، فسقطت بعد أربعة أيام. ولم تنقضِ ثلاثة أسابيع حتى استسلمت فرانش-كونتيه كلها. فقفل إلى باريس مكللاً بالغار.
ولكنه كان قد أفسد على نفسه الأمر بتجاوزه الحدود، ذلك أن "الأقاليم المتحدة" أقنعت السويد وإنجلترا بالانضمام إليها في حلف ثلاثي ضد فرنسا (يوليو ١٦٦٨) وتبينت الدول الثلاث أن حريتها السياسية أو التجارية ستذوي إذا امتد سلطان فرنسا إلى الراين. ورأى لويس أنه تعجل السير إلى هدفه؛ ذلك أن الاتفاق السري الذي أبرمه مع ليوبولد كان ينص على أن تؤول إلى فرنسا كل الأراضي المنخفضة وفرانش-كونتيه عند موت شارل الثاني ملك أسبانيا، وبدا أنه لن ينقضي عام أو نحوه حتى يموت شارل العليل، فلعله كان خيراً لفرنسا أن تتريث حتى تقع الثمرة في حجرها بهدوء. وعرض لويس شروط الصلح على الحلف وأقنع دبلوماسيوه المحنكون إنجلترا والسويد، فأنهيت حرب الوراثة الأسبانية بمقتضى معاهدة إكس- لا- شابل (٢ مايو ١٦٦٨) وردت فرنسا فرانش- كونتيه إلى أسبانيا، ولكنها احتفظت بشارلروا، ودويه، وتورنيه،