وأودينارد، وليل، وآرمانتيير؛ وكورتريه. وهكذا استبقى لويس لنفسه نصف الغنيمة.
ولكنه في ١٦٧٢ عاود زحفه على الراين، وتكشف الآن هدفه الحقيقي- وهو هولندا لا فلاندر. وسنلقي بنظرة على هذه المأساة في فصل لاحق من زاوية الهولنديين، وحسبنا القول بأن الهجوم كاد يصل إلى أمستردام ولاهاي قبل أن يقفه فتح سدود البحر. ولكن أوربا ثارت مرة أخرى على هذا التهديد الجديد لتوازن القوى. ففي أكتوبر ١٦٧٢ انضم الإمبراطور ليوبولد إلى الأقاليم المتحدة وبراندنبورج في "حلف عظيم"، وانضمت إليه أسبانيا واللورين في ١٦٧٣، ثم الدنمرك والبالاتينات ودوقية برنزويك-لونيبورج في ١٦٧٤، وفي ذلك العام أكره البرلمان الإنجليزي ملكه الموالي لفرنسا على إبرام الصلح مع الهولنديين.
وواجه لويس ببسالة هذا الانتقام الذي عوقبت به كبرياؤه، فجنى المزيد من الضرائب برغم شكاوى كولبير من أنه يفقر بذلك فرنسا، وبنى أسطولاً، وزاد جيوشه إلى ١٨٠. ٠٠٠ مقاتل. وفي يونيو ١٦٧٤ وجه قوة منها لمحاصرة بيزانسون ثانية، وما مضت ستة أسابيع حتى فتحت فرانش-كونتيه من جديد. وخلال ذلك قاد تورين في حملة من أروع حملاته وأقساها عشرين ألفاً من جنوده إلى النصر على سبعين ألفاً من جنود الإمبراطورية. ودمر البالاتينات واللورين وجزءاً من الالزاس ليحول بين العدو وبين إطعام جنده، وتكرر على طوال الراين ذلك الخراب الذي أحدثه من قبل حرب الثلاثين. وفي ٢٧ يوليو قتل تورين وهو يستطلع الأرض قرب سولزباخ في بادن، ودفن بأمر لويس في كنيسة سان-دني باحتفال أشبه بالاحتفال بدفن الملوك، وهو عليم بأن تلك الميتة الواحدة تعدل عشر هزائم. وحل "كونديه العظيم" محل تورين بعد ما حقق من انتصارات دامية في الأراضي المنخفضة، فطرد جيوش الإمبراطورية من الألزاس، ثم اعتكف ذلك "الأمير" بعد أن دوخته سنون من الشهوات والحرب، مؤثراً حياة الفلسفة