وسفينييه، وداعب المئات من الآباء-أنصاف المكرسين، أنصاف المتزوجين-داعبوا النساء والأفكار. على أنه يمكن القول بوجه عام أن عقلية رجال الأكليروس الكاثوليك وأخلاقهم كانت خيراً مما عهدناه خلال قرون قبل ذلك، ربما بحافز من منافسة القساوسة الهيجونوت (١).
لم تكن أديار الراهبات "مراتع الرذيلة" التي صورها جنون خلق الأساطير، المنبعث من الكراهية للدين. فالكثير منها كان صوامع للورع الصادق، الزاهد أحياناً، كدير الكرمليات الذي اعتكفت فيه لويز دلافاليير، وبعضها الآخر ملاذا لشابات الأسر الكريمة اللاتي لم يجد آباؤهن لهن أزواجاً أو مهوراً، أو اللاتي اقترفن إثماً، أو أسأن إلى حاكم أو ملك. في أديار كهذه لم ير نزيلاتها حرجاً في استقبال زائر من العالم الخارجي، أو مراقصة بعضهن البعض، أو في قراءة الأدب الدنيوي، أو في تخفيف سأمهن في لعب البليارد أو الورق. وبإصلاح دير من هذه جعلت جاكلين آرنو دير البور-رويال أشهر دير في تاريخ فرنسا.
على أننا لا نستطيع مثل هذا الحديث المترفق عن الطرق الديرية، فالكثير منها أرخى نظمه، وعاش حياة التبطل، والعبادة الصورية، والإلحاف في التسول. وقد أصلح "أرمان جان درانسيه" دير نوتردام دلا تراب بنورمنديا، وأسس الطريقة الترابية الصارمة التي مازالت حية في صمت. ودخل اليسوعيون دخولاً أنشط في حياة فرنسا وتاريخها. كانوا في بداية القرن السابع عشر موضع توجس وريبة باعتبارهم مدافعين عن قتل الملك، أما في نهاية القرن فقد كانوا كهنة اعتراف ومرشدين للملك-ثم أنهم كانوا خبراء في علم النفس. فحين أسست الراهبة مارجريت ماري ألاكوك بوحي من رؤيا صوفية تراءت لها (١٦٧٥) جمعية منقطعة للعبادة العلنية لـ"قلب يسوع المقدس"، شجع اليسوعيون الحركة باعتبارها منفذاً وحافزاً لتقوى الجماهير. وفي الوقت نفسه يسروا الدين للخطاة إذ سلموا بأن