مساعدة لرئيسة دير البور-رويال وهي في السابعة (١٥٩٨) وبعد عام أصبحت شقيقتها جان، البالغة ستة أعوام، ريسة لدير سان-سير. وكان التعيينات بأمر هنري الرابع، وثبتهما مرسومان بابويان أمكن الحصول عليهما بتزييف عمر الفتاتين (١٠). ولعل أباهما التمس لابنتيه هاتين الوظيفتين بديلاً عن العثور على زوجين ومهرين لهما.
فلما أصبحت جاكلين، بوصفها الأم آنجليك، رئيسة اسمية للبور-رويال (١٦٠٢) لم تجد غير أرخى النظم بين راهباته الثلاث عشرة، فقد كانت كل منهن تحتفظ بثروتها، وتكشف شعرها، وتستعمل مستحضرات التجميل، وتتبع أحدث الأزياء. وقل أن تناولن الأسرار المقدسة، ولم يستمعن لأكثر من سبع عظات خلال ثلاثين عاماً (١١). فلما ازداد وعي الرئيسة الشابة بالحياة التي ألزمها إياها أبوها، سخطت ونوت الهروب (١٦٠٧). "فكرت في مغادرة البور-رويال والعودة إلى العالم-دون إحاطة أبي أو أمي بنيتي، لأهرب من هذا النير الذي لا يطاق، ولأتزوج". (١٢) ومرضت، فحملت إلى بيتها، وهناك مرضتها أمها بكثير من الرعاية الحانية حتى عادت إلى البور-رويال عقب إبلالها وهي مصممة على الوفاء بنذورها الديرية حباً في أمها. على أنها أوصت بمشد من عظم الحوت لتحفظ لقوامها نحافته (١٣). وظلت تخفي نفورها من الحياة الدينية إلى أن سمعت في عيد القيامة عام ١٦٠٨ عظة ألقاها راهب كبوشي عن آلام المسيح، وكانت يومها في معية الصبا. قالت تروي الحدث فيما بعد "خلال هذه العظمة لمسني الله لمسة جعلتني منذ تلك اللحظة بأنني أسعد حالاً في حياة الرهبنة … ولا أدري أي شيء كنت أحجم عن فعله لله إذا واصل تعالى هذه الحركة التي منحتني إياها نعمته (١٤) ". ذلك، في لغتها، كان "أول عمل للنعمة"(أي اللطف الإلهي).
وفي أول نوفمبر من ذلك العام ملأنها عظة أخرى-هي "ثاني أعمال