تحت رئاسة أبنتها، وراحت تدعوها منذ الآن بالأم. وقد حمدت الله وهي تحتضر (١٦٤١) لأنها قدمت من بناتها للحياة الدينية. ودخلت خمس من حفيداتها البور-رويال في فترة لاحقة. وأصبح ابناه روبير وثلاثة من حفدتها "متوحدين" هناك، وأصبح ألمع أبنائها، وهو انطوان آرنو الثاني، عضو السوربون، فيلسوف البور-رويال ولاهوتيه. وإنا ليأخذنا العجب لهذه الخصوبة، ولا نملك غير الاحترام لمثل هذا العمق في التعبد والولاء والإيمان (١).
وقادت الأم أنجليك قطيعها خطوة بخطوة عوداً إلى نظام الرهبنة السترسية الكامل فحفظت الراهبات، اللائى بلغ عددهن الآن ستاً وثلاثين، جميع الأصوام بدقة تامة، ومارسن الصمت فترات طويلة، واستيقظن في الثانية صباحاً لترتيل تسبحة الصباح، ووزعن الصدقات على فقراء الجيران من مالهن المشترك. وسرت الإصلاحات من البور-رويال، وأرسلت الراهبات اللائى دربن فيه للأديار في جميع أرجاء فرنسا لحضها على العودة إلى سابق نظمها. من ذلك أن ديرا في موبويسون كان شديد الانحلال، وقد استعمله هنري الرابع من قبل مكان لقاء مع خليلته جابرييل دستريه، وكانت رئيسته محاطة ببناتها غير الشرعيات، وكان الراهبات يغادرون ديرهن دون قيد ليلقين ويراقصن رهبان دير مجاور (١٦). وفي ١٦١٨ طلب رؤساء الأم انجليك إليها أن تحل محل رئيسة دير موبويسون، ومكثت هناك خمس سنوات، فلما عادت إلى البور-رويال تبعتها اثنتان وثلاثون راهبة إلى الدير الأم الذي انبعث منه نور الإصلاح.
وفي ١٦٢٦ ظهر وباء الملاريا في البور-رويال. وإذ نبه بعضهم أنجليك
(١) لاحظ سانت-بيف أن "عدة شابات ممن بينهن راهبات البور-رويال كن قد أصبن بالجدري فتشوهت وجوههن في سن مبكرة"، وأضاف في خبث "لا أريد أن أقول أننا لا نهب الله ما فقد قيمته في هذه الدنيا" (١٥).