أن أسلوب المأساة الخطابي الفخم كما طوره كورنبي، ومثلته فرقة الأوتيل ديورجون، أسلوب غير طبيعي، وكان يتطلع إلى أسلوب أبسط وأكثر طبيعية. ولو سمح له تسلط النزعة الكلاسيكية على المسرح (وفواقه) لجاز أن ينتج مزيجاً موفقاً من المأساة والملهاة كما فعل شكسبير، فإن في أعظم ملاهيه والحق يقال مسحة من المأساة. ولكن "دون جراسي" سقطت، برغم جهود الملك لدعمها بحضوره ثلاث حفلات، لقد كان قدر موليير أن يكابد المأساة لا أن يمثلها.
وعليه فقد عاد إلى الملهاة. ولقيت "مدرسة الأزواج" نجاحاً طيب خاطره إذ عرضت يومياً من ٢٤ يونيو إلى ١١ سبتمبر ١٦٦١. وقد آذنت بزواج موليير الوشيك، وكان وقتها في التاسعة والثلاثين من أرماند بيجار، ذات الثمانية عشر ربيعاً، ومشكلة المسرحية هي: كيف ينبغي أن يروض الشابة على أن تكون زوجة صالحة أمينة؟ فالشقيقان أريست وسجاناريل محظوظان لكونها الوصيين على الفتاتين اللتين ينويان الزواج منهما أما أريست، البالغ من العمر ستين عاماً، فيعامل فتاته القاصر ليونور، ذات الثمانية عشرة، بغاية اللين:
"لم أنظر إلى تجاوزاتها الصغيرة على أنها جرائم. ولقد لبيت على الدوام رغباتها الشابة، ولست ولله الحمد آسفاً على ذلك. فقد أذنت لها أن تخالط الأصحاب الطيبين، وتشهد الملاهي، والتمثيليات، والمراقص، فهذه أشياء أراها على الدوام صالحة لتربية عقول الشباب، وما الدنيا إلا مدرسة أحسبها تعلم طريقة العيش خيراً من أي كتاب. إنها نحب أن تنفق المال على الثياب، والقمصان، والأزياء الجديدة … وأنا أحاول أن أشبع رغباتها، فهذه لذات ينبغي أن نتيحها للشابات متى استطعنا توفيرها لهن (١٤) ".
وأما الأخ الأصغر سجاناريل فيحتقر أريست لأنه إنسان أحمق ضللته أحدث الأوهام. وهو يأسف على زوال الفضائل القديمة وعلى انحلال الأخلاق