وتهرب أنييس إلى هوراس بعد قليل طبعاً. ولكن آرنولف يقتنصها من جديد ويوشك أن يضربها حين يوهن من عزيمته حلاوة صوتها وجمال جسدها، وربما كان موليير يفكر في أرماند وهو يكتب عبارات آرنولف التالية:
"أن ذلك الحديث وتلك النظرة يجردان غضبي من سلاحه، ويعيدان إليّ الحنان الذي يمحو ذنبها كله. فما أعجب أن يحب الإنسان! وأن يكون الرجال عرضة لمثل هذا الضعف أمام هؤلاء الخائنات! فكلنا يعرف نقصهن، فما هن إلا التبذير والحماقة، وذهنهن شرير وفهمهن ضعيف، وما من شيء أوهن منهن، ولا أقل ثباتاً، ولا أكذب، ومع ذلك كله فالرجل يصنع كل شيء في الدنيا من أجل هؤلاء الحيوانات (١٨) ".
وفي النهاية تهرب منه وتتزوج هوراس. أما آرنولف فيعزيه صديقه كريسالد بفكرة أن امتناع الرجل عن الزواج هو الطريقة الأكيدة الوحيدة التي تقيه من أن يطلع له قرناً في رأسه.
وأبهجت التمثيلية جمهورها، فمثلت إحدى وثلاثين مرة في الأسابيع العشرة الأولى، وكان في الملك من الشباب ما سمح له بالاستمتاع بخلاعها، ولكن عناصر البلاط الأشد محافظة انتقدوا الملهاة لما فيها من مجافاة للفضيلة، وكرهت السيدات فكرة الولادة من الأذن، وندد الأمير كونتي بمنظر الفصل الثاني الذي سقنا حواره من قبل بين آرنولف وأنييس زاعماً أنه أفضح ما عرض على خشبة المسرح. ولعن بوسويه التمثيلية برمتها، ودعا بعض القضاة إلى حظرها باعتبارها خطراً على الأخلاق والدين، وسخرت الفرقة المنافسة من ابتذال الحوار وتناقضات رسم الأشخاص وشطحات الحبكة المتعجلة. وظلت التمثيلية حيناً "حديث كل بيت في باريس (١٩) ".