عن "المسيو" حماية فرقة موليير، فأصبحت منذ الآن "فرقة الملك".
وظل الجدل مضطرماً تحت الرماد عامين. ثم قرأ موليير على الملك نسخة منقحة من التمثيلية، أضاف إليها سطوراً تذكر أن الهجاء موجهاً ضد الإيمان الصادق بل ضد الرياء. وأيدت مدام هنربيتا التماس المؤلف الإذن بعرض المسرحية. ووافق لويس موافقة شفوية، وبينما كان منطلقاً إلى الحربفي فلاندر عرضت طرطوف لأول مرة على مسرح الباليه- رويال في ٥ أغسطس ١٦٦٧ بعد مرور ثلاث سنين على أول عرض لها في البلاط. وفي الغد أمر رئيس باريس، وكان ينتمي لجماعة السر المقدس، بغلق المسرح وتمزيق كل لافتاته. وفي ١١ أغسطس حظر رئيس أساقفة باريس قراءة الملهاة أو سماعها أو تمثيلها سراً أو علانية، وإلا كان الحرم جزاء المخالف. وأعلن موليير أنه سيعتزل المسرح إذا استمر انتصار "الطراطيف" هذا. أم الملك الذي عاد إلى باريس فقد أمر الكاتب المسرحي الغاضب بأن يتذرع بالصبر، ففعل، وأثيب في النهاية برفع الحظر الملكي. وفي ٥ فبراير ١٦٦٩ بدأت التمثيلية فترة عرض ناجحة اتصلت ثمانية وعشرين مرة. وبلغ من كثرة الراغبين في دخول المسرح وتهافتهم عليه في أول حفلة علنية أن الكثيرين كادوا يختنقون. لقد كانت "أشهر مسرحية" في حياة موليير المسرحية. وقد حظيت دون جميع الدرامات الكلاسيكية الفرنسية بأكبر عدد من العروض-بلغت ٢. ٦٥٧ (حتى سنة ١٩٦٠) في مسرح الكوميدي-فرانسيز وحده.
ولكن إلى أي حد تعلل محتويات التمثيلية تأجيلها الطويل، وشعبيتها المتصلة؟ أنها تعلل التأجيل بهجومها الصريح على التظاهر بالتقوى؛ وتعلل الشعبية بقوة هجائها وبراعته. وكل ما في ذلك الهجاء مبالغ فيه بالطبع. فقلما يكون الرياء مستهتراً كاملاً في طرطوف، وقلما يكون الغباء مفرطاً كما كان في أرجون، ليس هناك خادمة نجحت في وقاحتها كما نجحت