طرطوف: غطي ذلك الصدر الذي لا أطيق رؤيته. مثل هذه الأشياء تؤذي النفس وتغري بالأفكار الآثمة.
دورين: ادنُ فأنت تذوب ذوباناً أمام التجربة، ومنظر الجسد يؤثر في حواسك تأثيراً شديداً؟ الحق أنني لا أعرف أي حرارة تلهبك، ولكني عن نفسي لست عرضة مثلك لهذا التلهف على الجسد. ففي وسعي الآن أن أراك عارياً تماماً من رأسك إلى قدمك، دون أن يغريني جلدك هذا كله أي إغراء (٢٤).
والمنظر التالي لب الملهاة. ترى فيه طرطوف يطارح زوجة أورجون-ايلمير-الغرام، ويستعمل لغة التقى في توسلاته. وينبأ أورجون بخيانته، ولكن يأبى أن يصدق، وإظهاراً لثقته بطرطوف ينزل له عن أملاكه كلها. ويستسلم طرطوف لقبولها قائلاً "لتكن مشيئة السماء في كل شيء (٢٥) " وتحل ايلمير الموقف إذ تخبئ زوجها تحت مائدة، وترسل في طلب طرطوف، وتلوح له ببارقة تشجيع، ثم توقعه في محاولات للاستطلاع الغرامي. وتتظاهر بالرضى، ولكنها تزعم أنها تحس وخزات الضمير، فيتناول طرطوف هذا الزعم بفتوى الخبير، وواضح أن موليير قرأ من قبل رسائل بسكال الريفية واستطابها:
"طرطوف: إذا لم يكن غير السماء عقبة في طريق رغباتي، فما أيسر أن أزيح هذه العقبة-صحيح أن السماء تنهى عن لذات معينة، ولكن هناك طرق لتسوية تلك الأمور. فشد أوتار الضمير وفق مقتضيات الحال، وتصحيح فساد الفعل بطهارة النية-ذلك علم أي علم (٢٦) ".
ويظهر أورجون من مخبئه، ويأمر طرطوف غاضباً بأن يخرج من بيته، ولكن طرطوف يبين له أن البيت أصبح ملكاً له بحكم العقد الذي وقعه أورجون مؤخراً. ويقطع موليير هذه العقدة، دون كبير براعة، بأن يجعل