للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كل أولئك يذهب في نظرهم بأثر عظاتهم. ويرجو كليانت زوج أخته أورجون أن يميز بين الرياء والدين:

"كما أنني لا أعرف في الحياة خلقاً أعظم ولا أجل من التقوى الصادقة، ولا شيء أنبل ولا أجمل من حرارة الورع المخلص، فإنني لا أرى شيئاً أشد نكراً من طلاء الغيرة الزائفة، ومن هؤلاء الدجالين، هؤلاء الأتقياء مظهراً … الذين يتجرون بالتقوى، ويريدون أن يشتروا أسباب التكريم وحسن الأحدوثة برفع العيون إلى السماء في رياء، وبانتشاءات القداسة المفتعلة".

ولكن أورجون يمضي في تصديق مزاعم طرطوف، ويخضع لإرشاده، ويطلب له المعونة من الله إذا تشجأ، ويقترح تزويجه من ابنته ماريان التي تؤثر عليه فاليير في عنف، أما بطلة التمثيلية الحقيقية فهي دورين، خادمة ماريان، التي تبدو-كما في كل الملاهي الكلاسيكية-أنها تثبت أن العناية الإلهية وزعت العبقرية توزيعاً يتناسب تناسباً عكسياً مع المال. وما أبهج استقبالها لطرطوف عند دخوله المسرح أول مرة:

طرطوف: (يكلم خدمه بصوت عالٍ حين يرى دورين). يالورنس، أقفل على وشاحي الوبري وصوتي، والتمس من السماء أن تنيرك بالنعمة دائماً. وإذا جاء أحد لزيارتي فقل إني ذهبت إلى السجون لأوزع صدقاتي.

دورين: (جانباً) أي تصنع وأي لؤم!

طرطوف: ماذا تريدين؟

دورين: أن أقول لك-

طرطوف: (وهو يسحب منديلاً من جيبه) أوه. يا للهول. أرجوكِ أن تأخذي هذا المنديل مني قبل أن تتكلمي.