مسيو جوردان: يميناً، لقد ظللت أربعين سنة أتكلم النثر وأنا لا أدري. إنني والحق مدين لك جداً بإنبائي بهذا (٤١).
على أن بعض رجال الحاشية الذين كانوا غير بعيدي العهد بالتخرج من التجارة إلى النبالة أحسوا انهم المقصودون بهذا الهجاء، فسخروا بالتمثيلية زاعمون أنها لغو فارغ، ولكن الملك قال لموليير مؤكداً "أنك لم تكتب في حياتك شيئاً أمتعني كهذا". يقول جيزو "إن البلاط تملكته نوبة من الإعجاب بمجرد سماعه هذا الثناء (٤٢) ".
وتعاون موليير ولولي ثانية ومثلا أمام البلاط (يناير ١٦٧١)"بسيشيه"، وهي مزيج من الباليه والمأساة، شارك بيير كولمبي وكنو بأكثر أبياتها. وكان لولي يكسب المعركة ضد موليير، فالملهاة تخلي مكانها للأوبرا، والحوار للآلات، وكان لزاماً إنزال الأرباب والربات من السماء أو رفعهم من الجحيم، واقتضى الأمر إعادة بناء المسرح في الباليه-رويال لهذه التمثيلية، وكلف هذا ١. ٩٨٩ جنيهاً. ولكن الإخراج حقق نجاحاً مالياً.
بيد أن الرومانس لم تكن أقوى جوانب موليير، وكان أكثر انطلاقاً ويسراً حين يهزأ بسخافات جيله. وقد خيل إليه المرأة المتعلمة شذوذ متعب وعقبة في طريق الزواج. ولقد سمع هؤلاء النسوة يشذبن الألفاظ، ويناقش دقائق النحو، ويقتبسن من الآداب القديمة، ويتكلمن الفلسفة، ووقر هذا في إذن موليير وكأنه انحراف جنسي، أضف إلى ذلك أن رجلين-هما الأب كوتان والشاعر ميناج-كانا يهاجمان بعنف مسرحيات موليير، فها هي ذي الفرصة قد لاحت لوخزهما. وعليه ففي ١١ مارس ١٦٧٢ قدم مسرحية "النساء العالمات". ففيلامن تطرد خادمة لاستعمالها لفظاً رفضه المجتمع اللغوي، وابنتها أرماند ترفض الزواج لأنه اتصال مقزز بين الأجساد لا امتزاج بين العقول؛ ويقرأ تريسوتان شعره الكريه على هاتين