وهو يرفض أن يمنح ابنته مهراً، ويثق أن ابنه وابنته سيموتان قبله (٤٠). والهجو هنا، كما هو في موليير عادة، يقرب من الكاريكاتور. ولم يسغ الجمهور الصورة، وبعد أن مثلت المسرحية ثمان مرات سحبت، ولكن ثناء بولو عليها أعان على فتح الحياة فيها، فعرضت يبعاً وأربعين مرة في سنواتها الأربع الأولى، ولا يفوقها في عدد عروضها غير طرطوف.
أما مسرحية "البرجوازي مدعي النبل" فكانت أقل جودة وأكثر توفيقاً. وقصتها أنه في ديسمبر ١٦٦٩ قدم إلى فرنسا سفير تركي. وأتخذ البلاط كل أبهته ليقع في نفس السفير، ولكن السفير استجاب في جمود وصلف. وبعد رحيله دعا لويس وموليير ولولي إلى تأليف كوميديا تجمع بين الباليه والملهاة وتحاكي الأتراك محاكاة ساخرة. ووسع موليير الخطة فجعلها هجائية تذم العدد المتعاظم من فرنسيي الطبقة الوسطى الذين يجاهدون للبس والحديث كما يلبس ويتحدث الأرستقراطيين بالمولد. ومثلت الملهاة أول مرة أمام الملك والبلاط بشامبور في ١٤ أكتوبر ١٦٧٠. ولما عرضت بالباليه-وريال في نوفمبر، عوضت الخسارة المالية التي ألحقها بالفرقة عروض "البخيل". ومثل موليير دو مسيو جوردان، ومثل دور المفتي. ورغبة في خلع النبالة على مظهره، يستأجر مسيو جوردان معلماً للموسيقى، وآخر للرقص، وثالثاً للمبارزة، ورابعاً للفلسفة. ويتعارك هؤلاء ويتضاربون على أهمية فنونهم-فأيها أهم، تحقيق الغنائم، أم الخطو الموقع، أم القدرة على القتل المحكم، أم الحديث بالفرنسية الرشيقة؟ ونلحظ في مزاعم معلم الموسيقى غمزة خبيثة قصد بها لولي المتفاخر المتسلق. ويعرب نصف العالم ذلك المشهد الذي يتعلم فيه جوردان أن اللغة كلها إما نثر وإما شعر:
مسيو جوردان: ماذا؟ إذا قلت "إتيني نحفي يانيكول"، و"ناولني طاقيتي" أيكون هذا نثراً؟