١٦٧٣ طلب إليه أرماند وغيرها، حين رأوا إعياءه، أن يغلق المسرح أياماً حتى يتمالك صحته. فسألهم، "ولكن كيف أصنع هذا؟ إن هناك خمسين عاملاً فقيراً ينقدون أجرهم يوماً بيوم، فماذا هم فاعلون إذا توقفنا عن التمثيل؟ إنني لألوم نفسي على أنني أهملت توفير القوت لهم يوماً واحداً مادام في طاقتي أن أمثل (٤٥) ". وفي الفصل الأخير من التمثيلية، وبينما كان كوليير، في دور أرجان (الذي تظاهر بالموت مرتين) يلفظ كلمة Juro ( أحلف) وهو بقسم يمين المهنة، أخذته نوبة سعال مقترنة بتقلصات. فداراها بضحكة كاذبة وأنهى التمثيلية. وهرعت به زوجته والممثل الشاب ميشيل بارون إلى بيته. وطلب كاهناً، ولكن أحداً لم يحضر. واشتد سعاله، وانفجر فيه عرق، فاختنق بالدم في حلقه ومات.
وقضى آرلي نفالون رئيس أساقفة باريس بأنه يستحيل دفن موليير في أرض مسيحية مادام لم يتب توبته النهائية ويتلقى غفران الكنيسة. أما أرماند، التي كانت تحبه على الدوام حتى وهي تخدعه، فذهبت إلى فرساي، وارتمت عند قدمي الملك، وقالت في غير حكمة، ولكن في شجاعة وصدق "إذا كان زوجي مجرماً، فإن جلالتكم باركتم جرائمه بشخصكم (٤٦) ". وبعث لويس بكلمة إلى رئيس الأساقفة سراً، ولان آرلي، وأمر بألا يؤخذ جثمانه إلى كنيسة لإجراء الشعائر المسيحية، ولكنه سمح بدفنه في هدوء بعد الغروب في ركن قصي من جبانة سان-جوزيف في شارع مونمارتر.
ومازال موليير بإجماع الناس علماً من أعظم أعلام الأدب الفرنسي، لا بكمال تكنيكه المسرحي ولا بأي روعة تميز بها شعره. فأكثر حبكاته مستعارة، ومعظم نهاياتها مفتعلة وغير معقولة، وجل شخوصه صفات مجسدة، والعديد منها كأرباجون مبالغ فيه إلى حد الكاريكاتور، وكثيراً ما تهبط ملاهيه إبلا درك الفارص (الهزلية الصاخبة المهرجة).