للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمستعمل. وعاش عامين على شاطئ الجزانز أوجستان مع ابن عمه نيكولا فيتار، الذي كان يتردد بين البور-رويال والمسرح. واستمع راسين إلى عدة تمثيليات، وكتب تمثيلية، وعرضها على موليير. ولم تكن من الجودة بحيث تستحق الإخراج، ولكن موليير نفحه بمائة جنيه ذهبي، وشجعه على أن يعيد الكرة. واستقر رأي راسين على اتخاذ الأدب حرفة له.

وهال هذا الجنون أقرباءه، وراعهم ما نمى إليهم من أنباء غرامياته، فأرسلوه إلى أوزيس بجنوبي فرنسا (١٦٥٩) مساعداً لعم له كان كاهنا لكتدارئية، فوعده بوظيفة كنسية ذات وقف إن هو درس اللاهوت ورسم قساً. أما الشاعر الشاب، الذي ما زال باطنه يضطرم بنار باريس، فقد طل عاماً يسدل على هذه النار عباءة سوداء، وقرأ القديس توما الأكويني-وقليلاً من أريوستو ويوريبيديس بجانبه. وكتب الآن إلى لفونتين يقول:

"كل النساء رائعات … لحم غض طري، ولكن بما أن أول شيء قيل لي هو أن آخذ حذري، فلست أريد أن أقول المزيد عنهن. أضف إلى ذلك أنه سيكون امتهاناً لبيت كاهن ذي وقف أعيش فيه أن أخوض في حديث طويل عن هذا الموضوع، "بيتي بيت الصلاة يدعى" … لقد قيل لي "كن أعمى" فإذا لم أستطع أن أكون ذلك كلية، فإني أستطيع على الأقل أن أكون أبكم … لأن على المرء أن يكون راهباً مع الرهبان، كما كنت ذئباً معك من ذئاب قطيعك (٦) ".

ولقي الكاهن شدائد وأصبحت الوظيفة الكهنوتية الموعودة أملاً بعيداً وتبين راسين أنه لا يملك موهبة القسوسة. فبدل ثوبه، وطوى كتاب "خلاصة اللاهوت" وعاد إلى باريس (١٦٦٣).

فلما أبلغها نشر نشيداً أتاه بمائة جنيه من جيب الملك. واقترح عليه موليير موضوعاً حوله راسين إلى تمثيليته الثانية "طيبة" (التيباييد). وأخرجها