ولم يكن قد اقتبس موضوعاً من الكتاب المقدس من قبل، ولكنه درس الكتاب أربعين سنة، وأحاط بكل التاريخ المعقد المدون في العهد القديم. وقام هو نفسه بتدريب الفتيات على أدوارهن، وتبرع الملك بمائة ألف فرنك لتوفير الملابس الفارسية المطلوبة. فلما أخرجت (٢٥ يناير سنة ١٦٨٩) كان لويس أحد الرجال القليلين الذين شهدوها بين النظارة. وأشتد الطلب على مشاهدتها، من الكهنة أولاً، ثم من الحاشية، وعرضتها أكاديمية سان-سير اثنتي عشرة مرة أخرى. ولم تصل إستير إلى جماهير المتفرجين إلا سنة ١٧٢١ بعد موت الملك بست سنين؛ وعندها (بعد أن فقد الدين الرعاية الملكية) لم تلقَ إلا نجاحاً متوسطاً.
وفي ٥ يناير ١٦٩١ أخرجت سان-سير أحدث مسرحيات راسين وهي "أتالي". وأتاليا هي الملكة الشريرة التي ظلت سنوات تقود يهوداً كثيرين إلى عبادة البعل الوثنية، حتى عزلتها ثورة قام بها الكهان (٢٠) وجعل راسين من القصة مسرحية لا يشعر بقوتها غير أولئك الذين يشهدونها وهم على علم بقصة الكتاب المقدس، يدفئ صدورهم الإيمان اليهودي أو المسيحي الأصيل، أما غيرهم فسيجدون أحاديثها الطويلة وروحها القاتمة مثبطة لهم. وقد بدا أن التمثيلية صفقت لطرد الهيجوتوت وانتصار الكهنوت الكاثوليكي، ولكنها من جهة أخرى حوت-في إنذار رئيس الكهنة للملك الشاب جود-تنديداً قوياً بالحكم المطلق:
"وقد نشئت بعيداً عن العرش لم تشعر بفتنته السامة، إنك لا تعرف الانتشاء بالسلطان المطلق، وسحر المتملقين الجبناء. عما قليل سيقولون لك إن أقدس القوانين … ينبغي أن تطيع الملك، وأنه لا ضابط للملك غير مشيئته، وأنه يجب أن يضحي بكل شيء في سبيل مجده الأعلى … وا أسفاه! لقد ظللوا أحكم الملوك (٢١) ".
وقد ظفرت هذه الأبيات بالاستحسان الكثير إبان القرن الثامن عشر،