للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو فيدر-انحازت إلى كورنبي بحماستها المألوفة. وقد تنبأت في تهور، ولكن ربما بحق، بأن:

"راسين لن يستطيع أبداً أن يتجاوز .. أندروماك … فتمثيلياته مكتوبة للآنسة شانمسلييه .. وسوف يتضح حين يكبر، ويكف عن الحب، هل أخطأت الحكم أم أصبت. إذن فليعش صديقنا كورنبي طويلاً، ولنغتفر له الأبيات الرديئة التي نصادفها في شعره من أجل تلك الفقرات الإلهية التي كثيراً ما ننتشي بها"

وهذا على العموم رأي كل ذي ذوق سليم (٣١). ولكن فولتير الذي اضطلع بنشر أعمال كورنبي والتعليق عليها، صدم الأكاديمية الفرنسية بنقده لأخطاء المسرحي الكبير وفجاجاته ولغته الطنانة. كتب يقول "أعترف أنني بنشر كورنبي أصبحت من عباد راسين (٣٢) " وقد أقر الزمن بهذه الأخطاء، وأغتفرها لرجل لم يحظ بما حظى به راسين من ميزة المجيء بعد كورنبي. فالارتفاع بالدراما الفرنسية من مستةاها السابق إلى مكانة "السيد" "وبوليوكت" كان إنجازاً شق من بلوغ النشوات المشبوبة والجمال المنغوم الذي نجده في "أندروماك" "وفيدر". إن كورنبي وراسين هما الموضوعان الذكر والأنثى في شعر القرن العظيم-التعبير القوي عن الشرف والحب .. وعلينا أن نأخذهما معاً إن أردنا أن نحس باتساع الدراما الكلاسيكية الفرنسية وقوتها، تماماً كما يجب أن نأخذ ميكلانجلو ورفائيل معاُ إن أردنا أن نحكم على النهضة الإيطالية؛ أو بتهوفن وموتسارت إن أردنا أن نفهم الموسيقى الألمانية في ختام القرن الثامن عشر.

قال ديفد هيوم، وكان اسكتلندياً حكيماً، ضليعاً في لغة الفرنسيين وآدابهم، "في المسرح تفوق الفرنسيون حتى على اليونان، الذين تفوقوا كثيراً على الإنجليز (٣٢) " وذلك حكم كان خليقاً بأن يدهش راسين ذاته، الذي عبد سوفوكليس باعتباره الكمال مجسماً، وإن جرؤ على منافسة