للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأبدية، ووجدت المذاهب المنشقة-مينونيين، وكليين (ممن آووا سبينوزا) ولو سيائييس، وتقويين، حتى التوحيديين-هؤلاء جميعاً وجدوا أن في إمكانهم العيش في هولندا بين ثغرات القانون وغفواته. وكان السوسينيون قد التمسوا الأقاليم المتحدة ملاذاً من الاضطهاد في هولندا، ولكن عبادة التوحيديين حرمت بقانون هولندا في ١٦٥٣. ونشر دانيال زفيكر بأمستردام في ١٦٥٨ رسالة تشككت في ألوهية المسيح، وأخضعت الكتاب المقدس لـ"عقل البشرية العام"، ومع ذلك استطاع أن يموت في هدوء وسلام كما يموت الجنرالات. على أن رجلاً يدعى كيرباد حكم عليه ١٦٦٨ بالسجن عشر سنوات لأنه أفصح عن أفكار كهذه، ومات في سجنه. وقد سجن أوريان بيفرلاند لإعلامه إلى أن خطيئة آدم وحواء الأصلية كانت الاتصال الجنسي ولم تمت للتفاح بسبب.

وازداد التسامح الدين قرب ختام القرن السابع عشر. ذلك أن الهولنديين الذين كانوا يتعاملون مع دول كثيرة ذات ثقافات مختلفة، ويفتحون موانيهم وسوقهم المالية لتجار يدينون بديانات كثيرة أولاً يدينون بأي دين، هؤلاء الهولنديين وجدوا من الأنفع لهم أن يمارسوا ضرباً من التسامح كان، رغم ما شابه من نقص، أرحب بكثير منه في أي بلد مسيحي. ومع أن الكلفنيين كانوا الغالبين سياسياً، إلا أن الكاثوليك بلغوا من الكثرة مبلغاً جعل فمعهم أمراً غير ممكن عملياً. أضف إلى ذلك أن السيطرة الاجتماعية والسياسية التي كانت تتمتع بها الطبقات التجارية والصناعية جعلت الإكليروس-كما قال السير وليم تمبل-أقل نفوذاً بكثير من الاكليروس في الدول الأخرى. وطالب المهاجرون من أقطار أخرى، الذين أسهموا بقسط في الاقتصاد أو الثقافة، بقدر محدود من الحرية الدينية وظفروا به. وحين استولى كرومويل على السلطة في إنجلترا التمس أنصار الملكية فيها السلامة في هولندا؛ ولما رد تشارلز الثاني إلى العرش، التجأ الجمهوريون الإنجليز إلى الجمهورية الهولندية. ولما اضطهد لويس الرابع عشر الهيجونت فر بعضهم إلى الأقاليم