للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستخدم نفوذه في وقف اضطهاد الهيجونوت في فرنسا وأتباع والدونى بيد مونت. ولكنه عندما طالبه مازاران، في مقابل ذلك، بمزيد في التسامح مع الكاثوليك في إنجلترا، تذرع بعجزة عن الحد من حماسة البيوريتانيين (٤٦).

ومن الجائز القول بأن الدين لعب دورا هاما وتغلغل في الحياة اليومية عند اليهود وحدهم، كما فعل عند البيوريتانيين. والحق أن البيوريتانية اتفقت مع اليهود في كل شيء تقريبا، فيما عدا ألوهية المسيح. وشجعت معرفة القراءة والكتابة حتى يقبل الجميع على قراءة الكتاب المقدس. وكان ثمة ولع شديد بالتوراة (العهد القديم) لأنه يقدم نموذجا لمجتمع تسيطر عليه الديانة. وكان الشغل الشاغل في الحياة هو الخلاص من نار جهنم. والشيطان موجود حقا وفي كل مكان. وبنعمة الله وحدها يمكن لفئة قليلة مختارة أن تفوز بالخلاص وتضمن كلام البيوريتانيين وأقوالهم عبارات من الكتاب المقدس ومجازاته. واشرق في عقولهم التفكير في الله وفي المسيح أو تجلياتهما لهم، وملأتهم خشية ورهبة ولكن لم يفكروا قط في السيدة مريم. واتسمت ملابسهم بالبساطة والكآبة، وخلت من أية زينة أو زخرف، كما اتسم كلامهم بالوقار والرزانة مع البطئ. وكان منتظر منهم أن ينأوا بأنفسهم عن اللهو والدنس واللذة الحسية. وكانت المسارح قد أغلقت في ١٦٤٢ بسبب الحرب، فظلت مغلقة حتى ١٦٥٦ بسبب شجب البيوريتانز واستنكارهم لها. وحرم سباق الخيل ومصارعة الديكة ومباريات المصارعة، ومطاردة الدببة أو الثيران، إلى حد ان الضباط (الكولونيل) البيوريتاني نيوسن قتل كل الدببة في لندن ليتأكد أنها لن تطارد بعد الآن (٤٧). واقتلعت كل أعمدة مايو (كانت تزدان بالأشرطة والزهور وتقام في أول مايو). وكان الجمال شبهة، واحترموا النساء بوصفهن زوجات مخلصات وأمهات صالحات، وفيما عدا ذلك لم يتمتعن يحسن السمعة لدى البيويتانيين لأنهن مصدر غواية واغراء، وانهن سبب طرد الإنسان من الجنة. ونقروا من الموسيقى، ماعدا في التراتيل الدينية.