الشرعية، ومن أشد الأعمال خزيا وعارا .. إني لأخشى أن أكون واحدا في مجتمع همجي متبربر … وإلا فكيف يجرؤ جيش مأجور أن يخضع لسلطانه هو السلطة العليا التي أقامته، على هذا النحو (٧٦)"ولكن الشاعر كان عاجزا لا حول له ولا قوة. أن القوة الوحيدة في بريطانيا، التي كان في مقدورها أن تقف في وجه الدكتاتورية العسكرية هي جيش آخر، أو العشرة آلاف جندي الذي خصصهم البرلمان من قبل للجنرال جورج مونك لإقرار سيادته في إسكتلندة. ولسنا ندري إذا كانت ثمة أطماع شخصية خفية وراء اعتزام مونك تحدى الجيش في لندن ومقاومة اغتصابه السلطة. فأعلن مونك: "أن الضمير والشرف يقضيان على بأن أحرر إنجلترا من حكومة السيف التي كبلتها في أغلال العبودية التي لا تحتمل". وأثار بيانه الحماسة والحمية في عناصر مختلفة معارضة للحكم العسكري. ورفض الأهالي دفع الضرائب وأعلن الجيش في أيرلندة والأسطول وصبيان الحرفيين، انضمامهم إلى البرلمان. ورفض صرافو لندن أن يدفعوا للقادة المغتصبين القروض التي اعتمدوا عليها في دفع الرواتب للجند. وأحست الآن طبقات التجار والصناع الذين كانوا قد أقروا من قبل خلع شارل الأول، أن الفوضى التي تنتشر ويتفاقم خطرها، تهدد الحياة الاقتصادية في إنجلترا، وبدءوا يعجبون ويتساءلون: هل من المستطاع استعادة الاستقرار السياسي أو الاقتصادي دون ملك، تهدئ شرعية مركزة من روع الناس، وتوفر الضرائب وتسكن العاصفة؟ وفي ٥ ديسمبر قاد مونك قواته إلى إنجلترا. وأرسل قادة الجيش قوات لاعتراض طريقه، ولكنها رفضت القتال ضد مونك، وسلم الضباط المغتصبون بالهزيمة وأعادوا البرلمان، واستسلموا له، وصاروا تحت رحمته (١٤ ديسمبر).
وكان عدد أعضاء البرلمان المنتصر ٣٦ عضوا، ولا يزال يميل إلى النظام الجمهوري. وكان من أول القرارات التي اتخذها، قرار يتطلب من الأعضاء