انحرف قليلاً عن الطريق أيها العالم الجليل، أعرج بنا عن الطريق قليلاً حيث يمكن أن نجلس ونغني عند هذا السياج من الشجيرات الغنية برحيق الأزهار، حتى تفرغ هذه السحابة ماءها على الأرض التي تنبت الزرع (٢)".
وحافظ أندرو مارفل على حياته بحكمة وتعقل، طيلة التعديل المستمر في الحكومات من يوم مولده في ١٦٢١ إلى يوم وفاته في ١٦٧٨، ورحب بعودة كرومول من أيرلندا في قصيدة غنائية قوية عذبة، ولكنه تجرأ فيها على التعاطف مع الملك الفتيل شارل الأول:
أنه لم يأت يأمر مبتذل أو دنيء، في هذا المنظر المشهود، بل تفحص ببصره الحاد نصل البلطة، كما أنه ما أهاب بالآلهة في حنق بذئ لتدافع عن حقه اليائس، ولكنه حتى رأسه الوسيم، وكأنه بحنيه على الفراش (٣).
وأصبح مارفل مساعداً لملتون في وظيفة سكريتير لكرومول للغة اللاتينية. وانتخب عضواً في برلمان ١٦٥٩، وساعد على إنقاذ ملتون من انتقام الملكيين المنتصرين، وعاش ١٨ عاماً في ظل الملكية العائدة، واستنكر مباذلها وفسادها وعجزها، في قصائد هجاء أحجم في حرص شديد عن نشرها.
وكتبت روائع جون بنيان، مثلها في ذلك مثل ملاحم ملتون، بعد عودة الملكية. ولكن الرجلين كليهما تشكلا في ظل النظام البيوريتاني. وهو يقول: "كان منبتي وضيعاً حقيراً، وكان بيت أبي من أحط البيوت أبي من أحط البيوت مكانة، وكان موضع أشد الازدراء من الأسرات ممن حولنا (٤)". وكان أبوه (سمكرياً) يصلح القدور والغلايات في قرية الستو بالقرب من بدفورد. وحصل الوالد، توماس بنيان، من مهنته على ما يكفي لإرسال ابنه جوب إلى مدرسة بدفورد حيث تعلم من القراءة والكتابة قدراً كافياً على الأقل "ليتفحص الأسفار المقدسة"، ويكتب أشهر الكتب الإنجليزية.