للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بوصفهم أرقاءاً وعبيداً لهم، وسيبقون على هذه الحال إلى الأبد، مخلدين في أحط وأسفل مهاوي الهلاك الأبدي وأشدها كآبة واحتقاراً واضطهاداً (٤١).

وعندما رد الأسقف هول على القساوسة الخمسة المشيخيين وهاجمهم بعنف، انبرى ملتون لنصرتهم في بيان عاصف لابد أنه أخرج الأسقف وهو في الخامسة والستين من ردائه الكهنوتي: "نقد لاذع لدفاع المحتج على بيان المشيخيين"، ظهر، مجهولاً كاتبه، في يوليه ١٦٤١. واعتذر ملتون في المقدمة عن عنفه فقال:

في الكشف عن إنسان سيئ السمعة عدو للحق، ولسلام بلاده وإدانته وبخاصة إذا اغتر بأن له لساناً ذرياً منطلقاً مؤثراً، فإنه لا يتنافى مع اعتدال المسيحية وتواضعها أن ترد على مثل هذا الرجل بأسلوب أعنف وأشد من أسلوبه، وأن تشيع غطرسته إلى مثواها مضمخة بمائه المقدس (٤٢).

وأعاد الأسقف وابنه الكرة ببيان عنوانه "حجة داحضة متواضعة جديدة" (يناير ١٦٤٢) هاجما فيه كاتب "النقد اللاذع" بحدة تميز بها هذا العصر المغيظ المحنق (٤٣). فرد ملتون كيد الأسقف في نحره ببيان عنوانه "دفاع ضد الحجة الداحضة المتواضعة" (إبريل) اعتذر فيه مرة أخرى عن سوء معاملته للأسقف هول، وشجب الفريد العريضة "التي أوردها هول" وهي اتهام ملتون بأنه طرد من كمبردج، وأكد ملتون للعالم بأسره بأن زملاءه في "كريست كولدج" دعوه، بعد تخرجه، للإقامة معهم، وأكد من جديد طهارته التي لا مطعن فيها:

على الرغم من أني لم ألقن إلا قدراً يسيراً من المسيحية، فإن شيئاً من التحفظ والنزعة الطبيعية والقواعد الخلقية، واستقيته من أنبل فلسفة، كان كافياً ليجعلني أحتقر من ألوان الفجور ما هو أقل كثيراً مما يجري في المواخير. ولكني قد عرفت مبدأ الأسفار المقدسة التي تكشف عن الأسرار السامية الطاهرة … التي تقول بأن "الجسد للرب، والرب للجسد