للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العدسات وبحث في دوائر زحل. وابتكر طريقة إلى تحويل الماء المالح إلى ماء عذب، وأدى من أجل بويل أول عملية حقن سائل في مجرى الدم في الحيوان. وأثبت أن الحيوان يمكن أن يعيش بسهولة بعد إزالة طحاله. واشترك مع توماس ولس Willis في تشريح المخ. وأعد الرسوم اللازمة "لتشريح ولس المشهور" وكان من أوائل أعضاء "الجمعية الملكية" وهو الذي كتب مقدمة ميثاقها. وما كان لأحد أن يعلم أنه سيخلد في التاريخ على أنه أعظم مهندس معماري لإنجليزي.

إن الظروف قد تغير مجرى الحياة. وربما كانت مهارة رن في الرسم هي التي حدت بشارل الثاني إلى تعينه مساعد لسير جون دنهام (١٦٦١) رئيس المساحة في الأشغال العامة. وسرعان ما وجد في العمارة ذلك التزاوج بين العلم والفن، أي إضفاء الجمال على الحقيقة، وهذا هو ما كان يشغل كل تفكيره. وكتب يقول: "هناك لونان من الجمال: الجمال الطبيعي والجمال المألوف أو العادي المتعارف عليه. والجمال الطبيعي تأتي لنا به الهندسة، أما الثاني، الجمال المألوف، فإنه يأتي من ترويض حواسنا على الأشياء التي تبعث السرور والبهجة عادة … في نفوسنا ولكن المعيار الحقيقي دائماً هو الجمال الطبيعي أو الجمال الهندسي (٨٧) ". فالشيء الصحيح هندسياً، كما يرى رن، يسرنا هو نفسه، ويكون جميلاً (أحد الجسور الكبرى في العالم مثلاً). ومن هذه الزاوية أثر العمارة الكلاسيكية على العمارة الموطية. وفي تصميماته الأولى ترسم خطى اينجو جونز.

وفب ١٦٦٣ وضع تصميم مسرح شلدون في أكسفورد للأسقف جلبرت شلدون، وهنا منذ البداية، أتبع مبادئ كلاسيكية. فرفع الصرح الدائري الضخم، على نفس الطراز الذي وضعه فتروفيوس في قديم الزمان وفينولا في عصر النهضة. وساعدت إقامته الطويلة في فرنسا ١٦٦٤ - ١٦٦٦ على ترسيخ ميوله الكلاسيكية. ولكن إعجابه بكنيسة فرنسوا مانسارت في فال-دي-جراس، جنح به إلى إضافة شيء من زخارف الباروك إلى