لرسمهم. ورأى بيبز أنه جبار معتد بنفسه .. يحظى بمنزلة رفيعة (٩١)، وكان يعيش "عيشة مترفة باذخة (٩٢) " وحدد له موعداً للقائه بعد ثلاثة أسابيع.
وفي ١٦٧٤، أي قبل وفاة للي بست سنوات، قدم إلى لندن رجل ألماني عقد العزم على لن يخلف سير بيتر (للي) في رسم الأشخاص وفي كسب المال وفي الفروسية، وحقق الرجل برنامجه وكان الرجل، وهو جوتفريد فون نللر، آنذاك في الثامنة والعشرين، وعينه شارل الثاني "مصور البلاط" واحتفظ نللر بهذا المنصب في عهد جيمس الثاني ووليم الثالث الذي منحه لقب فارس، ورسم سير جودفري لوحات لثلاثة وأربعين من أعضاء "نادي كيت كات" ذي المكانة السياسية البارزة (٩٣) ولعشر من النساء الخطيرات المغويات في بلاط وليم (٩٤). وغطى على شهرة ديدرن ولوك. ومثلما يتلهف أي إنسان على الخلود، حول نللر مرسمه الفخم إلى مصنع ينتج بالجملة، بهيئة لم يسبق لها مثيل من المساعدين، يختص كل منهم في شيء معين: الأيدي، الثياب الأشرطة والخطوط الملونة. وفي بعض الأحيان جلس أمامه أربعة عشر شخصاً في يوم واحد. وشيد قصراً في الريف، وتنقل بينه وبين بيته في المدينة في عربة تجرها ستة جياد. واحتفظ بحياته في كل التقلبات السياسية. وفاضت روحه وهو في فراشه معززاً مكرماً في سن السابعة والسبعين (١٧٢٣) وفي تلك السنة ولد ربنولدز، وكان هو جارت في السادسة والعشرين من العمر، وبدأ الرسم الوطني يترعرع ويشق طريقه.
وقضى البيوريتانيون تقريباً على الفن، ولكنهم لم يخرسوا الموسيقى. ولم يَخلُ من الآلات الموسيقية إلا أحقر البيوت، ولحظ بيبز وجود العذراوية (آلة تشبه البيان الصغير بدون قوائم) في كل قارب من ثلاثة القوارب التي تحمل المنقذة في التيمز أثناء الحريق (٩٥)، وكتب يقول:"لا بد أن أُفسح المجال للموسيقى والنساء مهما كنت مشغولاً".