للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتوسد الثرى" فإنه من أكثر ما يهز المشاعر ويؤثر في النفوس، من ألحان في تاريخ الأوبرا بأسره".

أما "الملك آرثر" (١٦٩١) التي كتب كلماتها دريدن ووضع موسيقاها بورسل، فليست أوبرا بالمعنى الكامل، حيث يبدو أن الموسيقى لم تكن مرتبطة إلا ارتباطاً يسيراً بجو الرواية أو أحداثها، مثلما أن الرواية بم يكن صلة وثيقة بعصر آرثر كما نراه في مالوري وتنيسون. وبعد ذلك بعم واحد، أحرز بورسل تقدماً أكثر في موسيقى ثانوية لرواية "فيري كوين: الملكة الجنية"، وتكييف مجهول الاسم "لحلم ليلة منتصف الصيف". ولم يمتد به الأجل ليشهد إخراجه، وضاعت الألحان، ولم تكتشف إلا في ١٩٠١ وهي الآن تعد من أحسن ما أنتج بورسل.

وفي ١٦٩٣ وضع أكثر قصائده الغنائية الكثيرة، أحكاماً واتقاناً، في الاحتفال بيوم سانت سيسيليا. ولكن أرق هذه القصائد هي "تسبيحه الشكر والابتهاج" المرحة ١٦٩٤. وكانت تعزف سنوياً في الاحتفال "بأبناء رجال الكنيسة" حتى ١٧١٣، حتى اشتركت في هذا الشرف مع مقطوعة هاندل "تسبيحه الشكر من أوترخت"، فكانت تعزفان بالتبادل سنوياً حتى ١٧٤٣. من أجل جنازة الملكة ماري ١٦٩٥، ألف بورسل ترتيلة مشهورة "يا ربنا: أنت أعلم بخفايا قلوبنا". وفي سنواته الأخيرة اسهم في الموسيقى الثانوية لرواية دريدن "الملكة الهولندية" ومن الواضح أنه مرض قبل أن يتمها لأن موسيقى الخاتمة وضعها أخوه دانيل. وحانت منيته، ربما بسبب السل، في ٢١ نوفمبر ١٦٩٥.

وعلى الرغم مما امتلأت به فترة عودة الملكية من حيوية ونشاط، فإن الموسيقى الإنجليزية لم تكن قد أفاقت بعد من نكستها على يد البيوريتانيين بعد عهد اليزابيث. وبدلاً من ترسيخ جذورها ثانية في التربة الإنجليزية، حذت حذو الملك، فانحنت إجلالاً وإكباراً أمام الأساليب