ويستمع إلى آخر الأنباء والمخازي. وحاول شارل الثاني أن يحد من انتشار المقاهي ومن نشاطها باعتبارها مركز لإهاجة المشاعر السياسية والمؤامرات، لكن شهوة الحديث والشراب والاستمتاع برائحة التبغ أحبطت مساعيه. ومن بهعض المقاهي نشأت الأندية التي لعبت دوراً في سياسية القرن الثامن عشر، ثم أصبحت آنذاك ملاذاً ومهرباً من أحادية الزواج، واختلفت المقاهي الأندية التي ظهرت متأخرة عنها، لا لمجرد أن القهوة كانت المشروب المفضل فيها، بل لأن الحديث كان يلقي تشجيعاً فيها. كما أن مشاهير الأدباء مثل دريدرن وأديسون وسيفت وجدوا فيها منابرهم (في المقاهي). كما أن حرية الكلام في إنجلترا انتعشت وازدهرت هناك.
وجاء الشاي إلى إنجلترا من الصين حوالي ١٦٥٠، ولكنه كان غالي الثمن. إلى حد أنه لم يحل محل البن في الحياة الإنجليزية إلا بعد قرن من الزمان. وحسب بيبز أنه إنما كان يقوم بمغامرة حين تناول أول فنجان من الشاي (١٣٤). وفي نفس الوقت استورد حب الكاكاو من المكسيك وأمريكا الوسطى. وحوالي ١٦٥٨ أستحدث شراب جديد بإضافة "الفانيليا" والسكر إلى الكاكاو. وأصبحت "الشوكولاته" الناتجة عن هذا المزيج شراباً محبباً مألوفاً في فترة عودة الملكية. وكان يقدم في كثير من المقاهي.
وفي تلك الآونة دخنت التبغ كل الطبقات، بما في ذلك كثير من النساء وبعض الأولاد، في أنابيب طويلة دوماً. وظنت النساء أن لهذا التبغ بعض الفائدة في التطهير والوقاية من الطاعون. وربما نشأت عن هذه الفكرة عادة "السعوط" في تلك الأيام، أي نشوق التبغ المسحوق.
والآن وقد تخلص الناس من كابوس البيوريتانية، فقد ازدهرت الألعاب وأسباب التسلية والسيرك وصراع الديكة ومطاردة الدببة والثيران، وألعاب البهلوان على الحبال والمصارعة، والشعوذة والملاكمة والسحر، وانغمس الموسرون