بمراجعة المواثيق والعهود القوانين التي هيأت للأجهزة البلدية الخروج على الإرادة الملكية، ووجد بالفعل في هذه بعض النقص والخلل من الوجهة التشريعية، فأعلن إلغاؤها جميعاً، وصدرت عهود وقوانين جديدة تنص على أن يكون للملك حق الاعتراض وحق عزل كل الموظفين الذي ينتخبون لهذه الهيئات البلدية (١٦٨٣). وخضعت الآن حرية الكلام وحرية الصحافة لقيود جديدة، وبدأت موجة اضطهاد المنشقين - لا الكاثوليك: لأن معظم المنشقين كانوا من الأحرار (الهوبج). وفي إسكتلندة قاد جيمس حملة التعذيب بنفسه، وبدا أن انتصار حقوق الملك على إصلاحيات البرلمان بات انتصاراً ساحقاً كاملاً، وأن إنجازات الثورة الكبرى كان واضحاً أنه ينبغي التضحية بها في نكسة أو رد فعل تؤيده أمة تخشى تجدد الحرب الأهلية. وعكس هاليفاكس شعور البلاد حين تخلى عن شافتسبري، وإنجاز بحكمته المعتدلة البعيدة عن التطرف إلى جانب الملك ليكون في خدمته (١٦٨٢ - ١٦٨٥) فكان حامل الأختام الملكية.
وقام أتباع شافتسبري بمحاولة أخيرة. ففي يناير ١٦٨٧، اجتمع دوق مونموث وإرل اسكس وإرل كارليل، ووليم لورد رسل وألجرنون سدني في دار جون همدن (حفيد بطل الحرب الأهلية) ورسموا الخطط لتطويق جيمس والتغلب عليه، وقتل شارل إذا لزم الأمر وراود سدني أمل التقديم إلى خطوة أبعد، وهي إعادة إقامة الجمهورية الإنجليزية. وكان حفيد أحد أخوة سير فيليب سدني (رئيس الفروسية)، وحارب في صف البرلمان أثناء الحرب الأهلية وجرح في مارستن مور. وعين عضواً في اللجنة التي شكلت المحاكمة شارل الأول، ولكنه رفض العمل بها على اعتبار أن الشعب لم يمنح اللجنة سلطة محاكمة الملك. وألقى نفسه في القارة حين عادت الملكية، فظل بها، مشغولاً بدراساته وأبحاثه، وتدبير المؤامرات ضد شارل الثاني وفي الحرب الهولندية الثانية حرض الهولنديين في غزو إنجلترا، وعرض خدماته على الحكومة الفرنسية ليشعل نار الثورة في إنجلترا إذا أمدته الحكومة الفرنسية بمائة