ألف كراون (١٥٧). وفي ١٦٧٧ سمح له شارل بالعودة ليشهد وفاة والده، وبقي في إنجلترا وانضم إلى "حزب الريف"(الأحرار، الهويج). وفي كتابه "مقالات عن الحكومة"(الذي كتب ١٦٨١ ولم ينشر إلا في ١٦٨٨) دافع سدني عن المبادئ شبه الجمهورية، واستبق لوك في مهاجمته دفاع فلمر عن حقوق الملوك الإلهية، وأكد حق الشعب في محاكمة الملوك وخلعهم. ومن الواضح أن سدني ورسل، كليهما تسلما أموالاً من الحكومة الفرنسية التي كان يهمها أن يظل شارل مشغولاً بمشاكله الداخلية (١٥٨).
وصح عزم "مجلس الستة" على أسر الملك. وكان معروفاً أنه سيشهد سباق الخيل في شهر مارس في نيوماركت. وكان لابد له، لدى عودته إلى لندن من أن يمر "براي هاوس" في هودزدون في شمال المدينة، فتقرر أن تسد عربة محملة بالحشائش الجافة الطريق في هذا المكان، ومن ثم يمكن أسر الملك وربما أسر أخيه معه كذلك، حيين أو ميتين. ولكن في ٢٢ مارس شب حريق في ميدان السباق، وانتهت المسابقات قبل موعدها المقرر بأسبوع، وعاد الملك سالماً إلى لندن قبل أن يعد المتآمرون عدتهم. وخشي أحدهم افتضاح الأمر وراوده الأمل في العفو، فأفضى بسر المؤامرة إلى الحكومة (١٢ يونيه). وقبض على كارليل فأكد الاعتراف وعفوا عنه. واحتج مونموث بأنه برئ، وعلى الرغم من أن شارل على علم اليقين أن ابنه كاذب فيما يقول، فإنه ألغى أمر اعتقاله. أما رسل فحوكم وثبتت إدانته وأعدم (٢١ يوليه ١٦٨٣). وانتحر اسكس في السجن. وعندئذ قال الملك "ما كان له أن يقنط من الرحمة، فإني مدين له بحياة (١٥٩) " فقد مات أبوه من قبل من أجل شارل الأول. وشنق عدد من صغار المشتركين في "مؤامرة راي هاوس" وأخذ سدني بجرم لم يقم عليه دليل كاف من الناحية القانونية، ودافع عن نفسه دفاعاً مجيداً، وقابل الموت بصدر رحب (٧ ديسمبر). وكان شعاره "يدي هذه هي عدوة الطغاة". ولكنه كان قد اختار سيفاً