ذا حدين. ونطق وهو على المشنقة بكلمات تستحق الذكر:"إن الله ترك للشعوب حرية إقامة الحكومات كما تشاء (١٠٦) ". ورفض أية طقوس دينية قائلاً أنه سلام مع الله فعلاً.
لقد انتصر شارل ولكنه كان مشرفاً على النهاية، ونعم، مع جهد مضن، بشعبية جديدة، وكانت اقتصاديات إنجلترا قد ازدهرت في عهده، أما الآن، والبلاد تتطلع إلى هدوء سياسي، فقد ركنت إلى ملك كان يمثل بقاء الأمة ونظامها، ولو كان معنى هذا لفترة من الزمن "ملكاً كاثوليكياً". وغفرت إنجلترا لشارل أخطاءه، حين رأته ينهار ويذبل قبل الأوان. واتفقت معه، بعض الشيء، على أن الحكومة الانتخابية - لا الملكية الوراثية - مدعاة للاضطراب والهرج اللذين يصاحبان انتخاب الحاكم عندما يحين موعده. واحترمت فيه إخلاصه لأخيه، حتى في الوقت الذي حزنت فيه لنتيجة هذا الإخلاص، ورأت جيمس منتصراً، ورأته ثانية قائداً أعلى للأسطول، يتعقب أعداءه ليثأر منهم. وفي يناير ١٦٨٥ رفع جيمس دعوى مدنية ضد تيتس أوتس يطالبه فيها بتعويض قدره مائة ألف جنيه. وكسب جيمس القضية. ولما كان أوتس عاجزاً عن الدفع فقد أودع السجن. وقال شارل في حزن بالغ "لست أدري ماذا سيفعل أخي عندما ينتهي الأجل وأفارق الحياة. أخشى ما أخشاه أنه عندما يأتي ليضع تاج الملك على رأسه، أن يرغم على العودة من حيث أتى. على أني سأعني العناية كلها بأن أترك له مملكة يسودها السلام، وكل أملي أن يحتفظ لها بهذا السلام لأمد طويل. ولكن هذا يثير كل مخاوفي، ولست أؤمل فيه كثيراً، بل لا يكاد أمل يدور بخلدي أنه سيتحقق (١٦١) ". ولما اعترض جيمس على تجول شارل حول لندن راكباً عربته دون حرس، أمره شارل أن يهدئ من روعه:"لن يقتلني أحد ليجلسك أنت على العرش (١٦٢) ".
ولا بد أنه اعترض على الأطباء. فإنه في ٢ فبراير ١٦٨٥ أصيب بحالة تشنج واضطراب شديدة، شوهت وجهه، وجعلت فمه، يرغى، وأجرى