والى ميناء برست، وودعه بكلمات مشهورة:"أن أحسن ما أرجوه لك إلا يرى الواحد منا الآخر ثانية أبداً (٤٠) ". وفي ١٢ مارس ١٦٨٩ ألقى جيمس مراسيه في إيرلندة مع ألف ومائتي رجل، ورافقه تالبوت إلى دبلن، حيث دعا برلماناً أيرلندياً، وأعلن حرية العبادة لكل الرعايا المخلصين. واجتمع البرلمان في ٧ مايو وألغى "قانون التسوية" الذي صدر في ١٦٥٢، وأمر بإعادة الأراضي التي انتزعت من أصحابها منذ ١٦٤١ إلى ملاكها السابقين. وأرسل وليم قائده الهيجونوتي شومبرج إلى إيرلندة على رأس عشرة آلاف جندي. ورد لويس الرابع عشر على ذلك بإرسال سبعة آلاف من الفرنسيين المحنكين لمساعدة جيمس. وعبر وليم بنفسه إلى إيرلندة في يونيه في ١٦٩٠. فلما التقى الجمعان في معركة بوين (أول يوليه) فر جيمس من الميدان مذعوراً، ولو أنه اشتهر بالبسالة يوماً، حين رأى قواته تنهزم. وسرعان ما عاد أدراجه إلى سان جرمان.
وربما ابتهج وليم بعقد الصلح وإقرار السلام مع الإيرلنديين على أساس الوضع الراهن. ولكن الزعماء والقوات البروتستانتية الذي كانوا تحت أمرته، طالبوا بالقضاء التام على العناصر الثورية، وبالاستيلاء على المزيد من أراضي إيرلندة. وعاد وليم إلى إنجلترا تاركاً جيشه تحت قيادة جودرت دي جنكل، إرل أتلون آنذاك، وكان شومبرج قد قضى نحبه في انتصاره في بوين. وأوصى الملك جنكل بإصدار عفو عام دون قيد أو شرط، وإطلاق حرية العبادة، وبالإعفاء من أداء القسم بعدم الاعتراف بسيادة البابا، وباسترداد الثوار لضياعهم شريطة أن يضعوا السلاح (٤١). وعلى أساس هذه الشروط ضمن جنكل استسلام جولواي وليمرك وبمقتضى معاهدة ليمر (٣ أكتوبر ١٦٩١) وافق الثوار الإيرلنديون على التسوية التي عرضها وليم. وفي مارس ١٦٩٢ صدر بيان ملكي يعلن انتهاء الحرب مع أيرلندة.
واستنكر البروتستانت في إيرلندة هذه المعاهدة على أنها استسلام