وكان أبرز إنجازات هذه الوزارة هو توحيد برلمان إنجلترا وإسكتلندة، فإن البلدين على الرغم من خضوعهما لمليك واحد، كان لهما برلمانان منفصلان. واقتصاديات متعارضة ومذاهب دينية متنافرة، وشنت كل منهما الحرب على الأخرى، زد على ذلك أن التعريفة الجمركية التي أملاها الحقد والحسد بين البلدين عوقت تجارتهما. وفي ١٦ يناير ١٧٠٧ وافق البرلمان الإسكتلندي، وفي ٦ مارس صدقت الملكة، على بنود (الاتحاد) التي بمقتضاها أصبحت المملكتان - على حين احتفظت كل منهما بمذهبها الديني المستقل - "المملكة المتحدة" لبريطانيا العظمى، ولها برلمان بريطاني واحد، مع حرية مطلقة في الاتجار. على أن يختار ١٦ نبيلاً اسكتلندياً لمجلس اللوردات، وينتخب ٤٥ عضواً في إسكتلندة لمجلس العموم، وينضم صليب سان جورج وصليب سانت أندرو في علم جديد واحد. "اتحاد جاك" ولم يرحب أهالي إسكتلندة بالاندماج، ولمدة نصف قرن من الزمان تفاقمت العداوات القديمة. ولكن ما جاءت ١٧٥٠ حتى اعترف الجميع بأن الاتحاد كان خيراً وبركة. وتخلصت إسكتلندة من نفقات مزدوجة، وانطلقت طاقتها الفكرية لتبدع في النصف الثاني من القرن الثامن عشر باكورة نتاج مشرق من الأدب والفلسفة.
وعزل هارلي وسانت جون عن الوزارة أثر فوز الأحرار (الهويج) في أكتوبر ١٧٠٧، ولكن استمر تأثير نفوذ هارلي على الملكة عن طريق ابنة عمه "مسز أبيجيل ماشام" وكانت دوقة مالبرو قدمت هذه السيدة إلى الملكة آن من قبل. فخفف هدوءها ولين عريكتها ورقة مزاجها عن الملكة التي أرهقت مسؤولياتها الجديدة أعصابها كما أزعجتها نظرات سارة وصوتها العنيف. ورحبت سارة لبعض الوقت يتحررها من مداومتها على البقاء في البلاط، ولكن سرعان ما فزعت حين اكتشفت تضاؤل نفوذها لدى الملكة: وكادت آن تكون بالطبيعة "محافظة - توري" تقية محبة للسلام، على حين كانت سارة "متحررة - هويج" ضعيفة الإيمان،