للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تسخر صراحة من حقوق الملوك الإلهية على أنها تدجيل على الشعب وخداع له. وكم ألحت على الملكة في تأييد مشيئة مالبرو في شن الحرب على فرنسا حتى يتم القضاء عليها. وكشفت آن عن شيء جديد من قوة العقل والتفكير بعد أن تقلص ظل سارة. وعندما ثارت ثائرة سارة عليها بشكل وقح طردتها من الحاشية (١٧١٠)، وصرحت الملكة آنذاك بأنها تحررت من أسر طال أمده.

وفي نفس السنة عاد فوز "المحافظين" في الانتخابات، بهارلي وبولنجبروك إلى الحكم، وحل هارلي محل جودولفين في وزارة الخزانة، وتولى بولنجبروك وزارة الحربية، وأصبح جوناثان سويفت كاتب الكراسات والنشرات، البالغ الأثر، لهما. وعين هارلي إرل أكسفور (١٧١١) وحظي سانت جون بلقب فيكونت بولنجبروك (١٧١٢). وابتهجت مومسات لندن حين سمعن بنبأ ترقية بولنجبرو، قائلات: "أنه يحصل على ثمانية آلاف جنيه في العام، وكلها لنا (١) "وقدمت الأغلبية "المحافظة" إلى المجلسين (١٧١١) مشروعاً ينص على أنه يشترط للترشيح للبرلمان امتلاك أرض ذات دخل سنوي لا يقل عن ٣٠٠ جنيه لممثلي المدن، وستمائة جنية لمندوبي الريف (٥٤). لقد بلغت الأرستقراطية مالكة الأرض ذروتها آنذاك في إنجلترا.

واعتزمت الوزارة الجديدة - على حين رفض مالبرو - إنهاء الحرب بعقد صلح منفرد مع فرنسا. وفي ١٧١١ قدم هارلي إلى مجلس العموم اتهاماً بالاختلاس ضد مالبرو. فتذرعوا بأن الدوق كان يجمع ثروة خاصة طائلة بوصفه القائد العام للقوات البريطانية، وعن طريق مهام أخرى يتولاها، وأنه بالإضافة إلى رواتبه السنوية التي تصل إلى نحو ٦٠ ألف جنيه. كان يقبض ستة آلاف جنيه سنوياً من سير سولومون مديناً متعهد توريد


(١) من رسالة مؤرخة ٢٤ أبريل، لفولتير، وهو في الغالب كذوب.