الخبز للجيش. وأنه اقتطع لنفسه خاصة ٢. ٥% من المبالغ التي كان يتسلمها من الحكومات الأجنبية لدفع رواتب القوات الأجنبية التي كانت تحت إمرته. ولم ترق عمارة قصر بلنهيم الضخم لأحد إلا لعين مهندسه. وكان مالبرو يشيد هذا القصر في وودستوك قرب أكسفورد. وكانت الملكة قد أمرت أن تتولى الحكومة الإنفاق على بنائه. وشرعوا في البناء ١٧٠٥، ولم يتم في ١٧١١ إلا نصفه الذي تكلف ١٣٤ ألف جنيه بالفعل (٥٥)، وكان إتمامه يستلزم مبلغ ٣٠٠ ألف جنيه دفعت الحكومة أربعة أخماسه (٥٦).
ودفع مالبرو بأن المبلغ المتقطع (٢. ٥%) كان مسموحاً به بحكم العادة والعرف للقائد للصرف منه - دون تسجيل علني في الحسابات - على الخدمات السرية وأعمال التجسس التي أتت بأحسن النتائج. وأبرز ترخيصاً موقعاً من الملكة تجيز له الاقتطاع، كما أكد الحلفاء الأجانب أنهم أيضاً فوضوه في الاقتطاع، وزاد ناخب هانوفر على ذلك أن هذا المال استخدم بحكمة "وأدى إلى كسب معارك كثيرة (٥٧) " أما عن المنحة التي كان مالبرو يتقاضاها من مديناً فإن دفاعه كان غير مقنع. وأدان المجلس بأغلبية ٢٧٦ صوتاً ضد ١٧٥. وعزلته الملكة من جميع مناصبه (٣١ ديسمبر ١٧١١)، فغادر إنجلترا إلى المنفى الذي اختاره لنفسه بنفسه، وعاش في هولندا أو ألمانيا حتى نهاية العهد. وعين الوزراء جيمس بتلر دوق أورمند الثاني ليتولى قيادة الجيوش البريطانية، وفوضوه في اقتطاع نفس النسبة من عقود توريد الخبز ومن الأموال الأجنبية، وهو ما أدانوا به مالبرو (٥٨). ولكن الشعب البريطاني تقبل سقوط مالبرو على أنه خطوة على طريق السلام.
وتفجر النزاع من جديد بين حزبي المحافظين والأحرار حول موضوع الوراثة الإسبانية. ذلك أنه في ١٧٠١ حين مات آخر من بقي على قيد الحياة