من أولاد الملكة آن، أقر البرلمان - رغبة منه في إحباط عودة أسرة ستيوارت إلى الملك مرة ثاني، قانوناً للتسوية ينتقل عرش إنجلترا بمقتضاه في حالة عدم وجود عقب لوليم الثالث والأميرة آن - إلى الأميرة صوفيا وورثتها من صلبها، وهم بروتستانت. وكانت صوفيا، زوجة ناخب هانوفر، بروتستانتية يقيناً، يجري في عروقها بعض الدم الملكي البريطاني لأنها من حفيدات جيمس الأول. وكانت آن قد قبلت هذا التدبير ضماناً للحفاظ على إنجلترا بروتستانتية. ولكن الآن وقد آذنت شمس حياتها بمغيب فإن عطفها على أخيها المحروم من حقه في العرش، نما واشتد، ولم تدع مجالاً للشك في أنها لابد أن تساند مطالبة جيمس الثالث بالعرش إذا هو ارتضى نبذ الكثلكة. وأعرب الأحرار "عن تأييدهم التام لوراثة آل هانوفر للعرش، على حين مال المحافظون إلى وجهة نظر الملكة. وفاوض بولنجبروك جيمس، ولكن الأمير أبى التخلي عن عقيدته الكاثوليكية. على أن بولنجبروك الذي لم تكن الديانات في نظره إلا أثواباً متباينة تكسو الموت جلالاً وشرفاً. حاول بكل الوسائل إلغاء "قانون التسوية" وإبقاء وراثة العرش لجيمس، وعاب على هارلي تباطأه الشديد في هذه المسألة، وبناء على اقتراح منه عزلت الملكة آن هارلي وهي كارهة. وبدا لمدة يومين اثنين أن بولنجبروك سيد الموقف.
ولكن في ٢٩ يوليه انتاب الملكة مرض خطير نتيجة تأثرها وحزنها الشديد للخلافات بين وزرائها. وهنا تسلح البروتستانت في إنجلترا لمقاومة أية عودة لملكية آل ستيوارت، ونبذ المجلس المخصوص سياسة بولنجبروك، وأقنع الملكة المترددة بتعيين دوق شروزيري وزيراً للخزانة ورئيساً للحكومة. وفي أول أغسطس ١٧١٤ فارقت آن الحياة. وكانت صوفيا قد قضت نحبها قبل ذلك بشهرين، ولكن "قانون التسوية" ما زال قائماً. وأرسل المجلس إلى ابن صوفيا، ناخب هانوفر، يبلغه أنه أصبح الآن جورج الأول ملك إنجلترا.