أن سني حكم وليم وماري وآن (١٦٨٩ - ١٧١٤) كانت سنين حيوية بارزة في تاريخ إنجلترا. وعلى الرغم من الانحلال الخلقي والفساد السياسي والنزاع الداخلي، شهدت هذه السنوات انقلاباً أسرياً (تغييراً جذرياً في الأسرة المالكة)، وإقرار البروتستانتية نهائياً في إنجلترا، وانتقال سلطة الحكم من الملك إلى البرلمان بشكل لا رجعة فيه. كما شهدت نشوء الوزراء الأقوياء، وهذا بدوره أدى إلى الانتقاص من سلطان الملك. وشهدت لآخر مرة في ١٧٠٧ اعتراض الملك على تشريع البرلمان، وخطت خطوة أوسع في إقرار التسامح الديني وحرية الصحافة. ووجدت بطريقة سلمية بين إنجلترا وإسكتلندة، في دولة أقوى، هي بريطانيا. وأحبطت محاولة أقوى ملوك العصر الحديث ليجعل من فرنسا الدكتاتور الآمر الناهي في أوربا، وبدلاً من ذلك جعلت إنجلترا سيدة البحار، ووسعت ممتلكات إنجلترا في أمريكا، مما كان له نتائج تاريخية بعيدة المدى وشهدت هذه السنوات أيضاً انتصارات العلم والفلسفة في إنجلترا في "مبادئ اسحق نيوتن"، وفي كتاب لوك "بحث في التفاهم الإنساني". أما سني حكم آن الوديعة، وهو حكم قصير لم يتجاوز اثني عشر عاماً، فقد كان عهد انبثاق في الآداب - ديفو، أديسون، ستيل، والفترة الأولى من حياة الاسكندر بوب - لم يكن له نظير في أي مكان في العالم في ذاك العصر.