هيأ له منصبا حكوميا، وأقضه مبالغ كبيرة من المال، وطالبه مرة واحدة أن يسددها (٧٢). وعندما صدرت صحيفة (( The Tatler)) غفلا من الاسم، لاحظ إشارة إلى فرجيل كان قد لمح بها إلى ستيل، وفي "إيزاك بيكرستاف" عرف ثانية صديقه المترف المفلس وسرعان ما اشترك في الصحيفة. وفي ١٧١٠ سقطت حكومة الأحرار، وفقد ستيل وظيفته الحكومية، وفقد أديسون كل مناصبه باستثناء عضوية لجنة الاستئناف. واحتفلت صحيفة تاتلر بهذا العام بالاحتجاب عن الظهور. وشارك أديسون وستيل الواحد منهما الآخر آلامه وآماله، وفي أول مارس ١٧١١ أخرجا أول عدد من أشهر الدوريات في تاريخ الأدب الإنجليزي.
وظهرت صحيفة "سبكتايور" يومية - ماعدا يوم الأحد، في فرخ مطوي ذي أربع أو ست صفحات. وبدلا من تحديد المقالات من مراكز مختلفة. ابتدع المحرر المجهول الاسم نادياً وهمياً يمثل أعضاؤه قطاعات مختلفة من دنيا الانجليز: سير روجردي كوفرلي سيد من الريف، سير أندرو فريبورت يمثل طبقة التجار، ويتحدث الكابتن سنتري باسم الجيش، أما ول هنيكوم فهو الرجل العصري المتألق، أما المحامي في دار العدل فيمثل العلم والمعرفة" ويجمع مستر "سبكتاتور" نفسه بين وجهات نظرهم في إطار من المرح اللطيف والكياسة والذكاء، مما نفذت معه الصحيفة إلى بيوت الانجليز وقلوبهم جميعاً. وفي العدد الأول وصف مستر سبكتاتور نفسه، حتى جعل النوادي والمقاهي تحاول الكشف عن شخصيته بالحدس والتخمين:
"قضيت سنواتي الأخيرة في هذه المدينة حيث يراني الناس كثيراً في معظم الأماكن العامة، ولو أن عدد الصفوة المختارة من الأصدقاء الذين يعرفونني لا يجاوز الستة، وسأتحدث عنهم في العدد القادم بشكل أدق. ولا يكاد يوجد مكان يأوي إليه الناس بصفة عامة إلا وظهرت فيه، فأحيانا يرونني أدس أنفي في حلقة من رجال السياسة في "مقهى ول"،