للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

"لا أستطيع تصديق يمينك … لقد قال داود إن كل البشر كذابون، فحتى لو شئت الوفاء بها لثناك عن ذلك ذو اللحي الطويلة .. .. فكل الناس يعرفون أنك تكره أعمالي التي أعملها في سبيل هذه الأمة، غير ضنين بصحتي، وأنك بعد موتي ستقضي عليها، ولهذا السبب فإن بقاءك كما تريد أن تبقى، بغير وجهة محددة، ضرب من المحال. وعليه فأما أن تغير من خلقك، وتصبح دون نفاق خلفي الكفء، أو تصبح راهباً. فأجبني فوراً .. .. فإن لم تفعل عاملتك كما أعامل المجرمين (٣٤) ".

وأشار عليه أصدقاؤه بالرهبانية، وقال أحدهم، "إن قلنسوة الراهب لا تسمر فوق إنسان، ففي الإمكان خلعها" وكتب ألكسيس لأبيه بأنه راغب في الرهبانية. ولانت قناة بطرس، وأمهله نصف سنة ليستقر على رأي. ووصل القيصر إلى الغرب (فبراير ١٧١٦). وفي ٢٩ يونيو نصحت ناتاليا، أخت بطرس، ألكسيس بأن يرحل عن روسيا ويضع نفسه في حمى الإمبراطور. وفي سبتمبر كتب بطرس لابنه من كوبنهاجن يقول أن نصف العام قد انتهى، وإن على ألكسيس أن يدخل الدير فوراً، أو يلحق بأبيه في الدنمرك مستعداً للخدمة العسكرية. وتظاهر ألكسيس بأنه ذاهب إلى أبيه، وحصل على المال من منشيكوف ومجلس الشيوخ، ثم انطلق لا إلى كوبنهاجن بل إلى فيينا (١٠ نوفمبر). وهناك التمس من نائب المستشار الإمبراطوري أن يحصل له على حماية الإمبراطور شارل السادس قائلاً "إن أبي غضوب محب للثأر إلى حد لا يصدق، وهو لا يرحم أحداً، ولو ردني الإمبراطور إلى أبي لكان هذا في حتفي (٣٥) ". وأرسله نائب المستشار إلى قلعة ايرنبيرج بالتيرول. وهناك ظل مختبئاً متنكراً، تحت الرقابة ولكنه مزود بكل أسباب الراحة، وسمح له بالاحتفاظ بخليلته أفروسينيا مرتدية ثياب الوصيف. وتعقبه جواسيس بطرس إلى مخبئه، وأنذر ألكسيس ففي إلى نابلي حيث كان تحت الحراسة في "كاستيل سانتيلمو". وعثر عليه عملاء بطرس وألحوا عليه في العودة إلى روسيا واثقاً من رأفة أبيه به. فقبل شريطة أن يأذن له بطرس بالعيش مع أفروسينا معتزلاً في الريف. ووعد بطرس بهذا في خطاب بتاريخ ٢٨ نوفمبر ١٧١٧. ورتب ألكسيس أن تظل أفروسينا بإيطاليا حتى تضع مولودها. وكان أثناء رحلته الطويلة إلى روسيا يبعث لها بأرق الرسائل.